فرنسا.. غضب الجماهير يتصاعد وتعزيزات أمنية «غير مسبوقة»

 

العالم 24./.انطلقت في باريس ومدن فرنسية أخرى، أمس، تظاهرات حاشدة، بمشاركة عشرات الآلاف، تخللتها صدامات في العاصمة بين قوات الشرطة ومتظاهرين، محتجّين على قانون التقاعد الجديد، في حين نشرت وزارة الداخلية أعداداً غير مسبوقة من قوات الأمن، وسط تحذيرات من اللجوء إلى العنف.

وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان: إن الوزارة نشرت 13 ألف شرطي في أنحاء البلاد، لافتاً إلى أن السلطات تتوقع «مخاطر حقيقية للغاية تهدد النظام العام». وأضاف إن السلطات ستحل المجموعات المتطرفة ولن تسمح بالعنف.

في المقابل، قال زعيم حزب «فرنسا الأبية»، جان لوك ميلانشون إن الغضب يتصاعد، ويجب على الرئيس إيمانويل ماكرون الاستماع للجماهير. وأضاف إن المعارضة ستواصل التظاهر، معتبراً أن قرار رفع سن التقاعد إلى 64 عاماً ليس له شرعية برلمانية.

وفي باريس ومرسيليا، قطع متظاهرون مسارات القطارات لبعض الوقت، بينما استمرت الإضرابات المتتالية في قطاعات النقل والطيران والطاقة في تعطيل السفر. وفي ليون، جنوبي فرنسا، اندلعت مواجهات بين قوات الأمن الفرنسية ومتظاهرين، وحطّم محتجون أبواب مؤسسات مالية ومحال تجارية. فيما أغلقت الشرطة بالسواتر الحديدية شارعاً رئيساً في المدينة.

كما اندلعت مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في مدينة نانت، غربي البلاد، وقامت قوات الأمن بإلقاء قنابل الغاز لتفريق المحتجّين. وأظهرت صور قيام بعض المحتجّين بحرق سيارات وتحطيم واجهات زجاجية.

أما في مدينة نانت الغربية، فقد أُضرمت النيران في واجهة فرع بنك «بي إن بي باريبا»، واشتعلت سيارة خلال مسيرة، بينما أطلق البعض المفرقعات النارية على الشرطة. وفي غربي البلاد، أغلق متظاهرون طريق رين الدائري، وأشعلوا النار في سيارة مهجورة.

تحذير من العنف

ونشرت الحكومة الفرنسية بياناً حذّرت فيه من تحويل التظاهرات إلى العنف، وقالت «يجب أن يبقى الخطاب السياسي منضبطاً». ودعا البيان، الأحزاب والقوى السياسية إلى إدانة العنف، مؤكداً أن فرنسا ستبقى «حصناً ضد العنف والمجموعات المتطرفة العنيفة». وأضاف البيان، إنه «لا توجد وساطة مع أي طرف في وقت يمكن الحديث بشكل مباشر مع جميع الفرنسيين».

مخرج للأزمة

في الأثناء، رفضت الحكومة الفرنسية، مطلباً نقابياً جديداً لإعادة النظر في مشروع قانون رفع سن التقاعد الذي تسبب في الاحتجاجات الحاشدة، وقال رئيس الاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل، لوران بيرجيه، لصحافيين: «لقد اقترحنا مخرجاً للأزمة… ومن غير المقبول أن يتم رفض التعاون معنا مرة أخرى».

وكانت نقابات عمالية طالبت ماكرون «بوقف» خططه الرامية إلى رفع سن التقاعد. ورفض المتحدث باسم الحكومة، أوليفيه فيران هذه المطالبات، قائلاً، إن الحكومة على استعداد للحديث مع النقابات، ولكن بخصوص أمور أخرى.

وأكد الاتحاد الفرنسي للصناعات البترولية، نقلاً عن بيانات لوزارة الطاقة، أن نحو 17 % من محطات الوقود في فرنسا كان ينقصها منتج واحد على الأقل حتى الليلة الماضية، فيما أفاد الاتحاد الوطني للطلاب الفرنسيين، بأن نحو 20 جامعة في باريس، ومؤسسات تعليمية في ليون ونيس وتولوز أغلقت أبوابها أمام الطلاب.

العالم 24

الحرة

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...