المغرب تحت رحمة “الكونراد”.. موجة اضطرابات جوية جديدة تطرق الأبواب

وكأن السماء قررت أن تُعيد كتابة فصول الشتاء، إذ لم يكد المغاربة يلتقطون أنفاسهم بعد العاصفة “جانا”، حتى بدأت المؤشرات تُنذر بقدوم عاصفة جديدة، قد تحمل اسم “كونراد”، لتستمر بذلك حالة عدم الاستقرار الجوي في البلاد. منذ بداية شهر رمضان، والمغرب يعيش تحت تأثير منخفضات جوية متتالية، بعد أن فتحت البوابة الأطلسية أبوابها على مصراعيها أمام الغيث القادم من الشمال.

 

أمطار الخير تعمّ البلاد

الأمطار التي تأخرت كثيرًا هذا العام، عادت بقوة منذ أيام، وستستمر خلال هذا الأسبوع، لتُنعش الفرشات المائية، وتعيد الأمل للمزارعين الذين طال انتظارهم للغيث. وحسب توقعات الأرصاد، فإن يومي الثلاثاء والأربعاء 11 و12 مارس سيحملان المزيد من التساقطات المطرية الغزيرة، خاصة في مناطق الدار البيضاء، سطات، بني ملال، فاس، مكناس، والريف. في هذه المناطق، ستشهد السماء زخات مطرية قوية، مصحوبة برياح نشطة، قد تؤدي إلى اضطرابات في حركة السير، خصوصًا في الطرق الجبلية.

 

الرياح تهبّ بقوة والسواحل تستعد

الرياح، كما كانت خلال نهاية الأسبوع الماضي، ستبقى نشطة في المناطق الساحلية الغربية والشمالية، وكذلك في المرتفعات الجبلية، حيث ستكون قوتها ملحوظة في الريف والأطلس الكبير. البحر، بدوره، لن يكون في حالة هدوء، إذ من المتوقع أن يصل ارتفاع الموج بين ثلاثة وأربعة أمتار، خصوصًا بين طنجة وطرفاية، مما قد يُشكل خطرًا على الملاحة البحرية.

 

خطر السيول والفيضانات يلوح في الأفق

ومع ازدياد كثافة السحب الماطرة، يرتفع احتمال حدوث سيول مفاجئة، خصوصًا في شمال غرب البلاد، حيث تُحذر التوقعات من تشكل عواصف رعدية قد تتسبب في تساقط البَرَد (التبروري)، وانجرافات التربة، وارتفاع منسوب الوديان. في المناطق الجبلية، يُنتظر تساقط الثلوج على المرتفعات التي يزيد ارتفاعها عن 2000 متر، مما سيؤدي إلى مشاهد شتوية رائعة في جبال الريف والأطلس المتوسط.

 

بين التقلبات والانفراجات

رغم هذه الاضطرابات، فإن هناك فترات قصيرة من الصفاء الجوي ستسمح بتنظيف مجاري المياه، وتعزيز تصريف السيول في المدن، لتقليل احتمالية وقوع فيضانات حضرية. ومع استمرار فتح البوابة الأطلسية، يبدو أن الأجواء لن تهدأ قريبًا، حيث تُشير المؤشرات الأولية إلى قدوم اضطرابات جوية أقوى خلال نهاية الأسبوع، ما يجعل الحذر واجبًا، خاصة لسائقي السيارات والمواطنين القاطنين قرب مجاري الأودية.

 

حين تصبح السماء محور الحديث

يبقى الطقس حديث الساعة في المغرب، حيث تحولت التوقعات الجوية إلى جزء من الروتين اليومي للمغاربة، وسط ترقب دائم لكل جديد في نشرات الأرصاد. وبينما تتوالى المنخفضات وتتشكل العواصف، يبقى الأمل معلقًا بأن تكون هذه الأمطار بشائر خير تُروي عطش الأرض، وتُعيد للتربة خصوبتها بعد شهور طويلة من الجفاف.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...