شهد السجن المركزي بالقنيطرة يومه الأربعاء 12 يونيو 2024، حدثًا بارزًا حيث اجتاز 133 نزيلاً الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد للبكالوريا، وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بالتعاون مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، لتعزيز الحق في التعليم وتوفير فرص التأهيل الأكاديمي للنزلاء.
وقد تميزت هذه الدورة بتنظيم محكم وتوفير كافة الظروف الملائمة لإجراء الامتحانات، حيث جهزت القاعات بأحدث الوسائل لضمان جو مناسب للطلاب النزلاء، مع مراعاة جميع الإجراءات الأمنية والصحية الضرورية.
وقد أعرب النزلاء المشاركون عن ارتياحهم للظروف التي جرت فيها الامتحانات، مؤكدين أن هذه الفرصة تعد خطوة مهمة نحو إعادة الاندماج في المجتمع.
فيما صرح مسؤول بالسجن المركزي بالقنيطرة قائلاً: “الحمد لله، تمت امتحانات البكالوريا في ظروف جيدة. بدأت التحضيرات بتسجيل المترشحين عبر البوابة الإلكترونية الخاصة بالترشيح التابعة لوزارة التربية الوطنية، وتم تمكين النزلاء من الدعم والتقوية، بالإضافة إلى الدعم النفسي عند اقتراب الامتحانات. كما تم عقد اجتماع تحضيري مع السيد المدير ورؤساء المصالح لضمان سير الامتحانات بسلاسة.”
وأضاف المسؤول: “تم إخراج المترشحين في وقت مبكر يوم الامتحان ليستفيدوا من وجبة الإفطار قبل الدخول إلى قاعات الامتحان، وتمت حراسة قاعات الامتحان من قبل موظفي وزارة التربية الوطنية، فيما تكفلنا نحن كموظفي إدارة السجون بالجانب الأمني. الحمد لله، مرت الأمور على أحسن ما يرام، واستفاد جميع المترشحين من هذه الامتحانات.”
كما شملت الفئات المشاركة في الامتحانات 71 مترشحًا في مسلك الآداب، و38 في مسلك العلوم الإنسانية، و3 في مسلك علوم الحياة والأرض، وواحد في كل من مسلك العلوم الاقتصادية والعلوم الفيزيائية، وتضم هذه الفئات نزلاء في قضايا الحق العام والتطرف والإرهاب، بما في ذلك ثلاثة مترشحين في قضايا التطرف والإرهاب.
فيما اعتمدت آلية رقمية لضبط الحضور والغياب لضمان الشفافية والدقة في العملية، وأكد المسؤول أن الامتحانات تمت كسائر المراكز التعليمية خارج السجن، مما يعكس الالتزام بتحقيق تكافؤ الفرص التعليمية لكافة فئات المجتمع، بما فيها النزلاء.
وتأتي هذه الجهود في إطار الاستراتيجية الوطنية لإعادة إدماج النزلاء، والتي تهدف إلى تأهيلهم أكاديميًا ومهنيًا، مما يساعدهم على بناء مستقبل أفضل بعد انتهاء فترة العقوبة.