أظهرت دراسة حديثة أُجريت في البرازيل وجود صلة مقلقة بين بعض المكونات الشائعة في الأطعمة المعالجة وزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، خاصة تلك التي تحتوي على نسب مرتفعة من المواد السكرية والصوديوم.
فقد بينت نتائج البحث الذي شارك فيه أكثر من 1700 شخص أن الاستهلاك المتكرر للأطعمة الغنية بالسكريات المضافة والمملحة بشدة، مثل اللحوم المصنعة والوجبات السريعة، يرتبط ارتباطًا مباشرًا بظهور أورام في الجهاز الهضمي، نتيجة للتأثير السلبي لهذه المكونات على بطانة المعدة.
وقد أشار الفريق العلمي المموّل من معهد أبحاث ساو باولو إلى أن الصوديوم يلعب دورًا رئيسيًا في الإضرار بجدار المعدة، مما يهيئ بيئة مناسبة لنمو الخلايا السرطانية.
أما المواد المحلّاة المضافة، فقد لوحظ أنها تسهم في زيادة احتمالات الإصابة بأنواع من السرطان بنسبة تتراوح بين 7% و21%، مما يجعلها خطرًا صامتًا يتسلل إلى الجسم عبر الأطعمة اليومية دون أن يلفت الانتباه.
وفي ضوء هذه النتائج، أوصت الدراسة بضرورة التراجع عن عادات غذائية أصبحت شائعة بشكل مقلق، محذّرة من الاستهلاك المفرط للسكر والملح، مع التركيز على أهمية العودة إلى خيارات غذائية أكثر توازنًا، تقوم على الإكثار من الفواكه والخضروات الطبيعية، وتقليل الاعتماد على الأغذية الجاهزة.
كما نبهت إلى أهمية التوعية بمخاطر الإفراط في استخدام هذين العنصرين، لا سيما في ظل تجاوز كميات الصوديوم المستهلكة في كثير من الأنظمة الغذائية للحد الذي حددته منظمة الصحة العالمية، والذي لا ينبغي أن يتجاوز جرامين يوميًا، أي ما يعادل خمس ملاعق صغيرة من الملح، فيما يجب ألا تتجاوز السكريات المضافة 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.
وفي ظل تزايد المخاوف من تزايد معدلات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي الخطيرة، دعا الباحثون إلى اعتماد استراتيجيات وقائية على مستوى الصحة العامة، تشمل برامج توعية وتشجيع على تبني أساليب تغذية صحية، باعتبار أن التغيير في نمط الغذاء هو أول خطوة نحو تقليل هذا العبء الصحي المتنامي.