تواجه العديد من النساء الحوامل مشكلة الغثيان الصباحي في الأسابيع الأولى من الحمل، وهو ما يمكن أن يشكل تحديًا حقيقيًا بسبب تأثيره على الحياة اليومية.
يعد هذا الغثيان من الأعراض الشائعة التي تبدأ عادة بين الأسبوع الرابع والسادس من الحمل، وقد يستمر حتى الأسبوع الرابع عشر أو يتلاشى بشكل تدريجي مع مرور الوقت. بالرغم من أنه لا يشمل جميع الحوامل، إلا أن 75% من النساء يعانين منه بدرجات متفاوتة، ما يجعل البحث عن وسائل لتخفيفه أمرًا ذا أهمية كبيرة.
الغثيان الصباحي يمكن أن يظهر في أي وقت من اليوم، وهو لا يقتصر على الصباح كما يوحي اسمه، بل قد يحدث في أي لحظة خلال اليوم. العديد من العوامل قد تسهم في حدوثه، مثل التغيرات الهرمونية التي ترافق الحمل، حيث يزداد إفراز هرمون الحمل “hCG”، بالإضافة إلى زيادة مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون، ما يؤدي إلى ارتخاء عضلات الجهاز الهضمي وتباطؤ الهضم، مما يسبب الشعور بالغثيان أو حتى الحرقة في المعدة. علاوة على ذلك، تصبح الحواس أكثر حساسية خلال الحمل، مما قد يؤدي إلى زيادة التفاعل مع الروائح القوية التي كانت في السابق غير مزعجة. كما أن التعب والإجهاد العاطفي، خاصة في الحمل الأول، يمكن أن يفاقم من أعراض الغثيان.
لتخفيف الغثيان، يُنصح بالتركيز على بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تساعد في تهدئة المعدة. من أبرز الأطعمة المفيدة لتخفيف الغثيان هي تلك الغنية بفيتامين B6 مثل الأفوكادو ومنتجات الألبان، بالإضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على البروتين مثل اللحوم الخالية من الدهون، الأسماك، البيض، والمكسرات. البروتينات تساعد على تحسين عملية الهضم وتحفز إفراز هرمون الجاسترين الذي يساهم في تهدئة الغثيان.
أطعمة خفيفة وسهلة الهضم مثل الأرز الأبيض، الخبز المحمص، الموز، وصلصة التفاح تعد من الحيل القديمة التي لا تزال فعالة في تهدئة اضطرابات المعدة، حيث أن النشا الموجود في هذه الأطعمة يساعد في امتصاص أحماض المعدة. كما أن تناول المشروبات الباردة مثل عصائر الفاكهة وحليب اللوز البارد يمكن أن يسهم في تقليل الشعور بالغثيان، نظرًا لأن الأطعمة الباردة عادةً ما تكون أقل رائحة وتقلل من التهيج الذي تسببه الأطعمة الساخنة.
الزنجبيل هو أحد العلاجات الطبيعية المشهورة التي ثبتت فعاليتها في علاج الغثيان. يُستخدم الزنجبيل في العديد من الأطعمة والمشروبات مثل الشاي، الكعك، والمصاصة المصنوعة منه، ويمكن إضافة الزنجبيل الطازج إلى الحساء أو حتى السلطات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون المشروبات الغازية، خاصة تلك التي تحتوي على صودا، مفيدة في تخفيف الغثيان لأنها تساعد على تقليل حموضة المعدة، ولكن يجب تناولها باعتدال لتجنب الشعور بالانتفاخ.
من المهم أيضًا الحفاظ على ترطيب الجسم، حيث يمكن أن تساعد المشروبات مثل شاي الأعشاب والمرق في تهدئة المعدة وترطيب الجسم بعد التقيؤ. بعض أنواع الشاي مثل شاي النعناع أو البابونج قد تكون مفيدة بشكل خاص. كما يُنصح بشرب السوائل ببطء وعلى مدار اليوم لتجنب الجفاف.
بالتأكيد، يمكن أن يكون الغثيان الصباحي محبطًا للغاية، لكن بتطبيق بعض النصائح الغذائية والراحة، يمكن للمرأة الحامل تخفيف هذه الأعراض المزعجة والمضي قدمًا في حملها بصحة أفضل.