لجنة الأخلاقيات توقف مدير موقع إخباري لمدة عام بسبب بث محتوى يدعو للعن.ف

قررت لجنة الأخلاقيات والشؤون التأديبية التابعة للجنة المؤقتة المكلفة بتدبير قطاع الصحافة والنشر، خلال اجتماعها المنعقد يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025 بمقر المجلس الوطني للصحافة بالرباط، توقيف مدير موقع إخباري وسحب بطاقته المهنية لمدة سنة كاملة، وذلك على خلفية بثه لمقطع فيديو تضمن دعوة صريحة إلى العنف والقتل.

ويأتي هذا القرار بعد أن نشر الموقع الإلكتروني فيديو يتضمن تصريحات تحريضية لأحد المتظاهرين، إلى جانب صور وشهادات لأطفال قاصرين تم تقديمهم في سياق يتنافى مع مبادئ وأخلاقيات مهنة الصحافة، كما نصت عليها مدونة أخلاقيات الصحافة.

وحسب المعطيات المتوفرة، فقد قام الموقع مساء الأول من أكتوبر الجاري ببث مقطع يُظهر شابًا يدعو إلى استخدام العنف أثناء احتجاجات عرفتها بعض المدن المغربية، إضافة إلى لقطات لأطفال قاصرين تم عرضهم دون احترام حقهم في الحماية القانونية والأخلاقية.

وبناءً على المسطرة التلقائية التي يخولها النظام الداخلي للمجلس الوطني للصحافة، وطبقًا لمقتضيات القانون رقم 90.13 المحدث للمجلس، أحيل الملف على لجنة الأخلاقيات التي استمعت إلى مدير النشر ودرست تفاصيل الواقعة، قبل أن تقرر فرض العقوبة التأديبية بعد ثبوت خرق واضح لمادتين أساسيتين من مدونة أخلاقيات المهنة.

تنص المادة الثالثة من المدونة على منع أي شكل من أشكال التحريض أو التبرير أو التمجيد للعنف أو الجريمة أو الإرهاب، وتشدد على ضرورة التزام الصحفي بالمساهمة في ترسيخ قيم السلم والتسامح داخل المجتمع. أما المادة التاسعة، فتلزم المهنيين بـ حماية القاصرين وصورتهم من أي استغلال إعلامي قد يمس بكرامتهم أو حقوقهم الأساسية، معتبرة أن نشر صور لأطفال في سياقات حساسة دون إذن أوليائهم يُعد خرقًا صريحًا للضوابط الأخلاقية.

وتندرج هذه العقوبة ضمن الجهود المتواصلة للمجلس الوطني للصحافة الرامية إلى حماية المهنة من التجاوزات، وضمان احترام القيم الأخلاقية والمهنية، وصون حقوق المواطنين، ولا سيما الأطفال، في مواجهة المحتويات التي تمس بالأمن المجتمعي وتسيء لصورة الممارسة الصحفية المسؤولة.