تحذيرات وتطورات غير مسبوقة على شواطئ المغرب

في ظل التزايد المتواصل للإقبال على الشواطئ المغربية، أكدت نتائج تقرير “رصد جودة مياه الاستحمام ورمال الشواطئ لسنة 2024” تسجيل تقدم بارز في مؤشرات جودة مياه الاستحمام، رغم استمرار بعض التحديات البيئية.

وكشفت المعطيات أن نسبة المطابقة لمعايير الجودة الميكروبيولوجية بلغت 90,74%، وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها منذ بداية عمليات الرصد الوطني. وشملت الدراسة 196 شاطئًا و497 محطة رصد تمت مراقبتها عبر حملات دورية من شهر ماي إلى شتنبر، بإشراف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ومشاركة مختبرات وطنية متخصصة.

ومع ذلك، تم تسجيل 39 محطة غير مطابقة للمعايير، موزعة على 22 شاطئًا، خاصة بالجهات الساحلية الكبرى مثل طنجة-تطوان-الحسيمة والرباط-سلا-القنيطرة.

وأرجع التقرير أسباب هذا التلوث إلى مقذوفات المياه العادمة، والضغط الكبير الناتج عن ارتفاع أعداد المصطافين، إلى جانب ضعف بعض التجهيزات الصحية والتغيرات المناخية التي تضاعف تدفقات المجاري المائية الملوثة.

أما على مستوى الرمال، فقد أظهرت التحاليل الفطرية وجود أنواع فطرية جلدية على 35% من الشواطئ المراقبة، بينما بقيت 65% من الشواطئ خالية من أي مؤشرات فطرية مقلقة. وبيّن التقرير أن النفايات البحرية، خاصة أعقاب السجائر وأغطية الأواني البلاستيكية، لا تزال تشكل أكثر من 60% من مجموع النفايات المجمعَة خلال السنوات الثلاث الماضية.

 

في هذا السياق، أوصى التقرير بمجموعة من التدابير العاجلة، أبرزها:

تعزيز شبكات التطهير السائل وصيانة البنيات التحتية الصحية بالشواطئ.

المنع الصارم لتصريف المياه العادمة في المجاري المائية ومناطق الاستحمام.

إطلاق حملات تنظيف دورية وجمع وتصنيف النفايات البحرية على مدار العام.

تحفيز مبادرات التصميم الإيكولوجي لتقليص النفايات البلاستيكية أحادية الاستخدام.

تفعيل حملات تحسيسية واسعة موجهة للمصطافين والمرتادين للحفاظ على نظافة الشواطئ.

وفي إطار التزام المغرب بالمعايير الدولية، يتواصل التنسيق مع برامج مثل MEDPOL وIMAP، إضافة إلى مشاريع وطنية رائدة مثل “تبنّى شاطئ” و”صيد النفايات البحرية”، بهدف تحسين الأداء البيئي وتعزيز الاستدامة الساحلية.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الجهد الوطني لا يهدف فقط إلى حماية صحة المصطافين، بل يسعى أيضًا إلى دعم الجماعات الترابية للحصول على علامة “اللواء الأزرق” التي تعزز جاذبية الشواطئ المغربية على المستويين الوطني والدولي.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...