في لحظة فارقة من تاريخها، تستعد مدينة القنيطرة لدخول مرحلة جديدة تُرسم ملامحها بمشاريع كبرى واستثمارات ضخمة تضعها في قلب دينامية كأس العالم، الذي بات على الأبواب. مدينـةٌ طالما اشتكى سكانها من الإقصاء والتهميش، تجد نفسها اليوم على موعد مع تحوّل غير مسبوق، يرقى بها من خانة الانتظار إلى مسرح الفعل والإنجاز.
بميزانية ضخمة تفوق 230 مليار سنتيم، تستعد القنيطرة لتغيير جلدها، مستفيدة من برنامج وطني طموح يروم تأهيل المدن المرتقب أن تستضيف مباريات أو فعاليات ذات صلة بمونديال العالم. وضمن هذا السياق، تقرر بناء ملعبين جديدين للتداريب بمواصفات دولية، ليكونا واجهة مشرفة للرياضة المغربية، ومنشآت قادرة على استقبال فرق عالمية خلال التحضيرات المرتبطة بالبطولة.
اللافت في هذا الحراك، أن وزارة الداخلية لم تتأخر في منح الضوء الأخضر، بل حولت فعليًا مبلغًا مهمًا قدره 20 مليار سنتيم إلى شركة التنمية المحلية، ما يؤكد أن الأمور دخلت طور التنفيذ، وليس مجرد وعود على ورق. أما القادم، فهو الأهم: إعلان وشيك عن طلبات عروض لتأهيل مداخل المدينة وبعض شوارعها الرئيسية، في خطوة تعيد الاعتبار لجمالية القنيطرة، وتجعلها تليق باسمها ومكانتها.
وراء هذه الدينامية، تقف إرادة صلبة ورؤية منسجمة بين مختلف الفاعلين، ويُسجَّل هنا دور عامل الإقليم الذي واكب المشروع عن قرب، مدعومًا بجميع الأجهزة الأمنية التي وفرت أرضية ملائمة لانطلاق الورش في هدوء وتناغم. هذا التنسيق بين السلطة والجهات الفاعلة يترجم نضجًا إداريًا وخدمةً للصالح العام، في زمن لم يعد فيه للمماطلة مكان.
القنيطرة تُولد من جديد، ليس فقط عبر الإسمنت والطرقات، بل بإعادة زرع الأمل في قلوب سكانها، الذين يستحقون أن يكونوا جزءًا من الحدث العالمي لا مجرد مشاهدين من بعيد. هذه الملايير ليست مجرد أرقام، بل رسالة بأن الوقت قد حان لتأخذ القنيطرة مكانها الذي تستحقه، في سجل المدن الرائدة بالمملكة.