الجزائر تفشل في الحصول على مقعد بمجلس الأمن والسلم الإفريقي.. ضربة دبلوماسية موجعة

في خطوة تعكس تراجع النفوذ الدبلوماسي الجزائري في القارة الإفريقية، فشلت الجزائر في الظفر بمقعد داخل مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي، بعدما تخلت عنها العديد من الدول الإفريقية، مما يعكس تغيرًا واضحًا في موازين القوى داخل المنظمة القارية.

ويعتبر مجلس الأمن والسلم الإفريقي من الهيئات الأساسية في الاتحاد الإفريقي، حيث يُعنى بحل النزاعات وتحقيق الاستقرار في القارة.

حيث سعت الجزائر إلى تأمين مقعد لها في هذا المجلس لتعزيز حضورها الدبلوماسي والتأثير في الملفات الإقليمية، إلا أن عدم حصولها على الدعم الكافي يعكس عزلة متزايدة تعاني منها دبلوماسيتها في إفريقيا.

وعلى مدى السنوات الماضية، كانت الجزائر تراهن على خطابها التقليدي القائم على دعم حركات التحرر و”عدم الانحياز”، إلا أن هذه السياسة لم تعد تجد الصدى نفسه لدى العديد من الدول الإفريقية التي أصبحت تبحث عن شراكات أكثر براغماتية وتعاون اقتصادي ملموس.

كما أن تحركات الجزائر في بعض الملفات الإفريقية، خاصة تلك المتعلقة بقضية الصحراء المغربية، جعلتها تفقد ثقة العديد من العواصم الإفريقية التي باتت تفضل نهجًا أكثر توازنًا في التعامل مع القضايا الإقليمية.

في المقابل، يبرز المغرب كلاعب أساسي في إفريقيا، بفضل دبلوماسية ديناميكية تستند إلى التعاون الاقتصادي والتنموي. فقد نجح في كسب تأييد العديد من الدول الإفريقية، خاصة بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي في 2017، مما ساهم في تقوية موقفه داخل المنظمة القارية، ويبدو أن هذا التحول الدبلوماسي كان له تأثير مباشر على فشل الجزائر في الحصول على المقعد، حيث فضّلت العديد من الدول دعم أطراف أخرى أكثر فاعلية داخل الاتحاد الإفريقي.

هذا الفشل الدبلوماسي يضع الجزائر أمام تحديات كبرى، حيث باتت بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها الإفريقية وبناء علاقات أكثر واقعية وفعالية مع الدول الإفريقية بعيدًا عن الخطابات التقليدية، كما أن استمرارها في معاداة بعض الدول ومحاولة فرض أجندتها قد يزيد من عزلتها داخل القارة.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...