في عصرٍ تتسارع فيه وثيرة التكنولوجيا، يبرز التحول الرقمي كعامل أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فالمغرب كبوابة إفريقيا إلى العالم، يسير بخطى ثابتة نحو بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام، لكن ما هي أبرز إنجازات المملكة في هذا المجال؟ وما تأثيرها على حياة المواطنين؟
منذ إعلان استراتيجية “المغرب الرقمي 2020″، وضعت المملكة أسسًا قوية لتطوير قطاع التكنولوجيا والرقمنة، حيث تسعى هذه الرؤية لتحسين جودة الخدمات الإدارية، تعزيز الابتكار، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، فقد تم إطلاق منصات رقمية حكومية لتسهيل الخدمات الإدارية، مثل منصة “بوابة المواطن” التي ساهمت في تقليل الوقت والتكاليف، كما شهدت التجارة الإلكترونية نموًا كبيرًا، خاصة بعد جائحة كورونا، وأصبحت منصات مثل “جوميا” و”ماروك تليكوم” من اللاعبين الأساسيين في السوق، بالإضافة إلى ذلك، تم إدخال الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الزراعة والصناعة لتحسين الإنتاجية.
رغم هذه الإنجازات، يواجه المغرب تحديات، منها ضعف البنية التحتية الرقمية في المناطق القروية، ونقص الكفاءات المؤهلة للعمل في مجال التكنولوجيا المتقدمة، إلا أن التحول الرقمي ساهم في تحسين جودة التعليم من خلال التعلم عن بعد، وتعزيز الشمول المالي عبر خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول، كما ساعد على تقليل الفجوة بين المدن والمناطق القروية.
مع التركيز على الابتكار وريادة الأعمال، من المتوقع أن يصبح المغرب مركزًا رقميًا إقليميًا، فالاستثمارات الأجنبية، مثل مشروع “مدينة محمد السادس التقنية”، تؤكد الطموح المغربي في هذا المجال، لذلك التحول الرقمي في المغرب ليس مجرد خيار، بل ضرورة لمواكبة التطورات العالمية وتحقيق التنمية الشاملة، وبتكاتف الجهود بين الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع المدني، سيواصل المغرب بناء مستقبل رقمي يحقق رفاهية اقتصادية واجتماعية لجميع مواطنيه.