الجزائر – في حي باب الوادي الشعبي بقلب العاصمة الجزائر على بعد أمتار من الساعات الثلاث، يصطف مئات المريدين للتحلية الشعبية المعروفة بـ”قلب اللوز” أمام محل صغير لا يكاد يرى مدخله من شدة التزاحم.
هو لا يبيع حلوى تقليدية حصرية، وإنما تحلية شعبية تستهلك في شهر رمضان خاصة، وتباع في كل ربوع البلاد، ولا يكاد يعد أو يحصى أصحاب الصنعة فيها، ولكن لمحل حاج حميد قصة أخرى.
قلب اللوز
يعد حاج حميد رحمه الله أقدم من أدخل حلوى “قلب اللوز” للجزائر، وفتح محله قبل أكثر من 120 عاما، حسب ما يرويه حفيده بلوت عبد القادر للجزيرة نت، إذ عاد بوصفة “الهريسة” من الشام التي كان يقيم بها.
وتظهر الصورة التالية التي شهدت انتشارا واسعا في وقت سابق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التدافع أمام محل حاج حميد لشراء حلوى “قلب اللوز”.
طور حاج حميد في حلوى “الهريسة” وأضاف لها بعض المكونات، وجعل منها تحلية جزائرية أصيلة، باتت واحدة من أساسيات الموائد الرمضانية في البلاد.
يعتبر طبق “الدوبارة” أحد الأطباق المحلية التي تجيدها كل نساء المنطقة تقريبا وحتى رجالها، فلا يكاد بيت يخلو من أصحاب المهارة، إلا أن طعمه لدى عائلة السي قاسم مختلف ولا يشبه الدوبارة في أي محل آخر.
توارث الأحفاد من العائلة الصنعة من جدهم الذي بدأها منذ سنوات طويلة، وذاع اسم العائلة، وتناقلتها أجيال الزبائن وأجيال العائلة أيضا الذين يحرصون على استلام وتسليم الصنعة خاصة بعدما سجلت العائلة لنفسها اسما
الجوزية
وفي شرقي البلاد، بمدينة قسنطينة يوجد محل أعرق عائلة تصنع تحلية “الجوزية” الشهيرة. يقول أحد أحفاد عائلة خالفة الشاب مهدي للجزيرة نت إن القصة بدأت منذ بداية عام 1930 أي قبل ما يقارب القرن من الزمن، حيث حضر جده تحلية بمكونات بسيطة، تشمل بياض البيض والعسل الحر إلى جانب الجوز، هذه الوصفة يقال إن أصلها يعود لإحدى خادمات الباي في عهد الحكم العثماني بالمنطقة.
وكانت تحلية الجوزية مفضلة لدى البايات بعدما عرضتها أحد الجواري الماهرات في إعداد الطعام، وخرجت وصفتها من قصور البايات، وطوّرتها عائلات عديدة بالمدينة، لتصبح عائلة خالفة أشهر من يقدمها.