الصحراء المغربية.. الموقف الجديد لإسبانيا يضع حدا “لسياسة الوقوف على مسافة واحدة”

العالم24 – الرباط

اعتبر المستشار السياسي بالعاصمة واشنطن، سمير بنيس، أن مدريد وضعت حدا لسياسة الوقوف على مسافة واحدة التي تعاملت بها مع قضية الصحراء على مدى العقود الخمسة الماضية، وذلك بعد تأكيدها، ولأول مرة، على دعمها الواضح والمباشر للمبادرة المغربية للحكم الذاتي .

وقال السيد بنيس ، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني “ميديا 24” ، إنه “من خلال التأكيد، لأول مرة، على دعمها الواضح والمباشر للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، وضعت مدريد حدا لسياسة الوقوف على مسافة واحدة التي تعاملت بها مع قضية الصحراء المغربية طيلة العقود الخمسة الماضية لحماية مصالحها “.

وفضلا عن إنهاء سياسة الوقوف على مسافة واحدة التي كانت تتبناها مدريد، يقول السيد بنيس، الذي يشغل أيضا منصب رئيس تحرير “موروكو وورد نيوز”، فإن دعم إسبانيا الجديد للموقف المغربي يعني أن “الجزائر فقدت تأثيرها الاستراتيجي الذي مارسته لزمن طويل على الطبقة السياسية الإسبانية بفضل غازها الطبيعي”.

وبالنسبة للسيد بنيس، فإن إعلان إسبانيا عن توجهها الدبلوماسي الجديد بشأن الصحراء تزامن بشكل مثير للاهتمام مع الجولة الأخيرة لنائبة كاتب الدولة الأمريكي، ويندي شيرمان، التي شملت الجزائر وإسبانيا والمغرب ، وهو ما يترك الانطباع بوجود تنسيق ما بين الرباط ومدريد وواشنطن.

وأشار المستشار السياسي إلى أن “إسبانيا لم يعد لديها أي أوهام بشأن علاقاتها مع الجزائر”، مسجلا أنه “في مدريد يعلم الجميع جيدا أنه بصرف النظر عن اتفاقية الغاز، فإن الشراكة بين الجزائر ومدريد غير مهمة وتكاد تكون معدومة”.

وبحسب السيد بنيس، فإن رد الفعل الغاضب للجزائر على تغير الموقف الإسباني، بشأن مبادرة الحكم الذاتي المغربية، يعكس معاناة وامتعاضا غير مسبوق من فقدان الجزائر لنفوذ ودعم شريك طويل الأمد في قضية الصحراء.

وأبرز أنه بالنسبة للمغرب ، فإن التحول التاريخي في موقف مدريد “دليل على تفوق غير مسبوق للمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها السبيل الوحيد لتسوية هذا النزاع الإقليمي”.

من ناحية أخرى، أشار الخبير إلى أن افتقار الجزائر إلى رؤية واستراتيجية بعيدة المدى أضر بمصالحها الإستراتيجية حتى عندما أرادت الإضرار بالاقتصاد المغربي ، حين اختارت إيقاف خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي ، لينقلب بذلك السحر على الساحر.

وأشار إلى أن “الجزائر لم تكن لتشك في أن هذا الرهان السيئ يمكن أن يضر بمصالحها الإستراتيجية وخاصة علاقاتها مع إسبانيا”.

وقال المستشار السياسي “قبل سنة تقريبا كان الغاز الطبيعي المسال يمثل أقل من 50 بالمائة من واردات الغاز الإسبانية”، مضيفا أن الجزائر لم تعد تتسيد سوق الغاز الإسباني.

وخلص إلى القول إن مراجعة برلين مؤخرا لموقفها بشأن الصحراء لصالح المغرب ” ونجاح الرباط أخيرا في تفكيك تحالف الجزائر ومدريد، يشهد على الفاعلية المتزايدة للدبلوماسية المغربية”.

جريدة إلكترونية مغربية

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...