الدعم التربوي يسائل أهلية المجازين في تدارك الزمن المدرسي الضائع

العالم24 – الرباط

تداركا للهدر الزمني الدراسي للتلاميذ الناجم عن الإضرابات المتوالية لأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، لجأت الوزارة الوصية على قطاع التربية الوطنية إلى “الدعم التربوي” كآلية لتدارك ما يمكن تداركه؛ غير أن فتح المجال أمام المجازين غير المكونين يطرح سؤال مدى أهلية هؤلاء للقيام بمهمة التدريس.

وشرعت إدارات عدد من المؤسسات التعليمية العمومية في نشر إعلانات عن فتح باب الترشيح لتقديم حصص الدعم التربوي للتلميذات والتلاميذ، وحددت بعض المدارس شروط التقدم في التوفر على شهادة الإجازة (جميع التخصصات) فقط، في حين أضافت إليها أخرى شرط “القدرة على التدريس بصيغة مزدوجة”.

مصطفى سليفاني، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال-خنيفرة، قال إن حصص الدعم التربوي للتلاميذ أملاها وضع الأزمة الناجم عن توقف عدد من أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين عن التدريس.

وأضاف المسؤول التربوي ذاته أن وزير التربية الوطنية يراهن على الجودة كرافعة محورية لإصلاح وتجويد المنظومة التربوية، ووضع في مقدمة الآليات الأساسية المعول عليها لتحقيق هذه الغاية المراهنة على العنصر البشري والاستثمار فيه.

وردا على سؤال حول مواءمة هذا التوجه مع الاستعانة بمجازين غير مكونين لتقديم حصص الدعم التربوي للتلاميذ، أجاب المتحدث ذاته بأن الأشخاص الذين ستسند إليهم هذه المهمة سيساهمون في الدعم التربوي للتلاميذ والأنشطة الموازية، تحت تأطير ومواكبة مديري المؤسسات التعليمية.

وأوضح أن مديري المؤسسات التعليمية كانوا في الأصل مدرسين، ما سيجعل مقدمي الدعم التربوي يستفيدون في خبرتهم عبر تأطيرهم ومواكبتهم، مضيفا: “ندرك أن هذا الحل ليس مثاليا؛ ولكنه هو الحل الوحيد المتاح من أجل أن نقلل من الخسائر لضمان حق المتمدرسين، ولو في حده الأدنى”.

من جهته، قال علي فناش، نائب الفيدرالية الوطنية لآباء وأولياء التلاميذ، إن الدعم التربوي للتلاميذ أملته الوضعية الحالية التي تتسم بعدم الاستقرار في سير العملية الدراسية، نظرا للتوقفات الجماعية للمدرسين عن التدريس؛ “وهو ما وضع الوزارة في موقف يقتضي أن تتعامل معه بجميع الطرق الممكنة لإيجاد حلول للمشاكل الآنية”.

واعتبر فناش، في تصريح لمصادر مطلعة، أنه من الصعب تعويض الزمن المدرسي الضائع كله؛ ولكن الدعم التربوي هو حل لتدارك الخصاص المسجل في هذا الجانب، لا سيما أن السنة الدراسية الجارية بدأت متأخرة بشهر كامل.

وشدد المتحدث ذاته على أن الدعم التربوي للتلاميذ يجب أن يتم بناء على تشخيص لحاجيات التلاميذ، قصد معرفة حجم الزمن الضائع والمواد التي يحتاج فيها التلاميذ إلى الدعم، لافتا إلى ضرورة التركيز على المواد الأساسية كاللغات والرياضيات والعلوم.

وبخصوص أهلية الأطر التي ستشرف على الدعم التربوي، قال فناش إن عدم توفرهم على تكوين في مجال التدريس لن يطرح إشكالا، لافتا إلى أن الفوج الأول من الأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين دخل إلى التدريس مباشرة دون المرور عبر المراكز الجهوية للتربية والتكوين؛ غير أنه شدد على ضرورة تمكين أطر الدعم التي تشتغل مع الجمعيات ضمن البرامج الحكومية المتنوعة وضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من التكوين من أجل تجويد عملهم.

جريدة إلكترونية مغربية

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...