مخيمات تندوف تطلق نداء عاجلا للمنظمات الأممية بشأن أزمة الغذاء والدواء‬

العالم24

تعيش مخيمات تندوف أوضاعا صعبة من حيث الإمدادات الغذائية والدوائية في ظل تطورات الحرب الروسية-الأوكرانية، حيث وجهت منظمة الهلال الأحمر بالمخيمات نداءات عاجلة إلى المنظمات الأممية لمساعدة الصحراويين المحتجزين.

ويأتي هذا النداء أياما بعد تهريب مجموعة من المساعدات الإنسانية إلى السوق الموريتانية من طرف قيادة جبهة “البوليساريو”، حيث تعلق بخمس شحنات خرجت في بداية شهر مارس الجاري من “مخيم الرابوني”، بتراخيص ما تسمى “وزارة التجارة”.

وأبدت منظمة الهلال الأحمر قلقها من تدهور الأوضاع الإنسانية بالمخيمات، منبهة إلى تزايد حالات سوء التغذية وفقر الدم في صفوف الأطفال والنساء، إلى جانب الهشاشة الاجتماعية التي سببتها الجائحة، حسب قصاصة منشورة بوكالة “أوروبا بريس”.

وفي هذا الإطار، قال محمد سالم عبد الفتاح، قيادي سابق بجبهة “البوليساريو” والرئيس الحالي للمرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن “النداء الذي أطلقته “البوليساريو” لطلب المساعدات الإنسانية يفضح الوضع المأساوي الذي يعيشه قاطنو مخيمات تندوف الذي لطالما غطت عليه بروباغندا الجزائر والبوليساريو”.

وأضاف سالم عبد الفتاح، في تصريح لمصادر مطلعة، أن “النداء يسلط الضوء أيضا على مسؤوليات الجزائر، كونها الدولة المستضيفة لما يفترض أنهم لاجئون داخل ترابها الإقليمي، بموجب الاتفاقيات التي سبق أن وقعت عليها الدولة الجزائرية، ويكشف تنصلها من التزاماتها الإنسانية إزاءهم”.

وتابع: “رغم الدعم السخي الذي تقدمه الجزائر للبوليساريو في الجانبين العسكري والسياسي، حيث تمول تمثيليات البوليساريو ونشطائها وداعميها في الخارج، فإنها تتنكر لساكنة لا يزيد عددها عن بضعة عشرات من الألوف، يقطنون داخل ترابها الإقليمي، وتتركهم عرضة لتسول البوليساريو لدى المنظمات الدولية الإنسانية”.

وأردف الباحث عينه أن “التقارير الدولية تحدثت عن تورط قيادات الجبهة في نهب المساعدات المخصصة للسكان بتواطؤ مع مسؤولين عسكريين جزائريين”، لافتا إلى أن “التقارير الدولية نبهت أيضا إلى تلاعب الجبهة بأعداد قاطني المخيمات”.

وأورد المتحدث أن “الأخطر في المسألة هو ما سبق أن سُرب حول وجهة المساعدات الإنسانية المنهوبة على يد قيادة البوليساريو، حيث تتجاوز أسواق الجزائر والبلدان المجاورة في موريتانيا ومالي، لتصل إلى الجماعات المسلحة في الساحل والصحراء، شأنها شأن سلاح البوليساريو؛ الأمر الذي يكرس دور الجبهة الانفصالية كعامل مقوض للأمن والاستقرار لكافة بلدان المنطقة”.

“ففي وقت تعمل فيه بلدان المنطقة وكافة القوى الدولة المتدخلة على مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، نجد البوليساريو توفر الإمداد الغذائي والعسكري لتلك الجماعات، من خلال بيع المساعدات الإنسانية والمتاجرة فيها؛ وهو ما يفسر تساهل القيادة مع اختراق الجماعات المتطرفة للمخيمات وتجنيد العناصر فيها”، وفقا للخبير ذاته.

جريدة إلكترونية مغربية

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...