إذا مت بفرنسا”.. قصة مقبرة يهودية في “ملاح” فاس المغربية

العالم 24 .إذا مت بفرنسا”.. قصة مقبرة يهودية في “ملاح” فاس المغربية

عديني بشيء واحد: إذا مت وكنتُ حينها في فرنسا، ستُحضِرينَني إلى فاس”، هكذا طلب إيلي ديفيكو من ابنته جوانا، وهو في مرضه الأخير قبل أن توافيه المنية قبل بضعة أشهر، بحسب ما نقل موقع “الأمم المتحدة”.

بعد وفاة والدها، أصبحت جوانا ديفيكو أوهانا، وهي من مواليد مدينة فاس المغربية، تعتني بالمقبرة اليهودية في المدينة، التي يبلغ عمرها 200 عام، والتي أصبح والدها يرقد فيها الآن بسلام.

مدينة مليئة بالسحر والتاريخ

تأسست مدينة فاس (شمال المغرب) في القرن التاسع، وكانت العاصمة القديمة للبلاد لمئات السنين. وتقع على وادي فاس مباشرة فوق نهر سيبو.

وتعتبر فاس، من بين أقدم مدن الإمبراطورية المغربية الأربع والتي تضم مكناس ومراكش والرباط. وتأسست الضفة الشرقية منها على ضفاف وادي فاس على يد إدريس الأول عام 789م. بعد عشرين عاما من وفاة إدريس الأول، أنشأ ابنه إدريس الثاني مدينة ثانية على الضفة الغربية للنهر عام 809، وقد شجع اليهود على الانتقال إلى فاس، حتى تستفيد المدينة من مهاراتهم.

تشتهر فاس بالدين والفن والعلوم والحرف اليدوية والأنشطة التجارية. وقد وصلت إلى ذروتها كمركز للتعلم والتجارة في عهد المرينيين في منتصف القرن الرابع عشر عندما ازدهرت المدينة بشكل لم يسبق له مثيل وتمتعت بعصرها الذهبي لأكثر من 300 عام.

عام 1649، أصبحت فاس مركزا للدولة العلوية في المغرب، وظلت كذلك حتى فترة الاستعمار الفرنسي الذي بدأ بفرض الحماية عام 1912. وخلال تلك الفترة التي انتهت عام 1956 مع الاستقلال، تم نقل العاصمة إلى مدينة الرباط.

تم إدراج مدينة فاس موقعا للتراث العالمي لليونسكو وكواحدة من أكبر المناطق الحضرية الخالية من السيارات في العالم، “وهي بالتأكيد تستحق كل دقيقة لاستكشافها”، بحسب الأمم المتحدة التي اعتبرتها “تشكل فاس بوتقة تتعايش فيها المجموعات الأمازيغية والعربية واليهودية وغيرها، عبر تنوعها الثقافي غير المادي وأيضا الملموس”.

ودللت على هذا التعايش من خلال الحي اليهودي الذي يعرف بـ “الملاح”

“عشنا بوئام في فاس”

خلال الفترة المرينية، تم نقل جميع السكان اليهود في “فاس بالي” (فاس القديمة) إلى “فاس جديد”، أي القسم الجديد الذي يقع في الجزء الجنوبي من المدينة.

عُرف حي اليهود في البداية باسم “Mellah” ما يعني حرفيا “الملح” أو “المنطقة المالحة” إما بسبب مصدر مياه مالحة في المنطقة أو بسبب وجود مستودع ملح سابقا. تم اعتماد كلمة “ملاح” فيما بعد كاسم للحي اليهودي في فاس، الذي كان أول “ملاح” في المغرب؛ وهي تسمية وظاهرة انتشرت في العديد من الأماكن الأخرى بما في ذلك الرباط ومراكش.

تقع المقبرة اليهودية في “ملاح فاس”، وتتميز بمقابرها شبه الأسطوانية، وتعكس تاريخ ازدهار يهود المغرب.

جانب من المقبرة اليهودية في فاس

تعتني جوانا، وهي من مواليد مدينة فاس، بشكل طوعي، بهذه المقبرة التي يبلغ عمرها 200 عام، وذلك بناء على طلب والدها الراحل الذي كان مسؤولاً عن صيانتها حتى وفاته قبل بضعة أشهر.

وعن فترة حياتها السابقة في فاس، تقول جوانا لموقع الأمم المتحدة، إنها نشأت في فاس، حيث عاشت طوال طفولتها ومراهقتها قبل مغادرتها للدراسة في مكناس، ثم في فرنسا.

 

www.alalam24.press.ma

المصدر : الحرة واشنطن

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...