في خطوة تعكس سعي السلطات الإدارية بمدينة الدار البيضاء إلى تحسين المشهد العام لشواطئ العاصمة الاقتصادية، انطلقت مؤخرًا حملة لتنظيم استعمال المظلات الشمسية على رمال شاطئ عين الذئاب، وسط جدل خفيف وردود فعل متفاوتة بين المصطافين.
السلطات وضعت لافتات واضحة عند مداخل الشاطئ تنص بصريح العبارة على منع استعمال الأغطية المعروفة بـ”ليزار” فوق المظلات الشمسية، معلنة أن أي مخالفة ستقابل بإجراءات عقابية. الأمر لم يكن مجرد إعلان، بل تلاه تحرك ميداني قامت به عناصر الشرطة الإدارية، التي انتشرت عبر الشاطئ لإزالة تلك الأغطية من فوق رؤوس بعض المظلات التي استمرت في تحدي القرار.
الهدف من هذه الحملة، حسب ما أوضحته الجهات المعنية، ليس مجرد فرض نظام أو تطبيق قانون، بل هو محاولة لإعادة الاعتبار لجمالية الفضاء الشاطئي الذي غالبًا ما يتحول إلى لوحة فوضوية بفعل الممارسات العشوائية. الأغطية التي يستخدمها البعض لتوفير مزيد من الظل، تتحول في النهاية إلى حواجز بصرية، تحجب المنظر العام وتقلص من مساحة الاستمتاع الجماعي بالبحر.
المثير للاهتمام، أن هذه الخطوة قوبلت، بعكس المتوقع، بنوع من القبول والترحيب من طرف شريحة واسعة من المصطافين. كثيرون رأوا فيها مبادرة إيجابية تحمي حق الجميع في رؤية البحر والاستمتاع بجماله، دون أن تُحتكر المناظر البانورامية من قبل فئة قليلة تسعى لخلق “خصوصية” في فضاء عام.
في النهاية، يبدو أن شاطئ عين الذئاب بدأ يخلع عنه غطاء الفوضى، ويلبس حلة جديدة من النظام والوضوح، ربما في انتظار أن تعم التجربة باقي شواطئ المملكة، حيث لا تتعارض الراحة الشخصية مع احترام الجمال العام.