يُخلد المغاربة اليوم ذكرى ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وهي محطة سنوية تفيض بالمشاعر الوطنية العميقة التي تجدد الروابط التاريخية والرمزية بين الشعب المغربي والمؤسسة الملكية.
ففي مثل هذا اليوم من سنة 2003، عمّت الفرحة أرجاء البلاد بميلاد ولي العهد، وهو الحدث الذي استقبله المغاربة بمظاهر البهجة والاعتزاز، تعبيرًا عن تعلقهم الوثيق بالعرش العلوي واستمرارية الدولة المغربية في ظل قيم الوفاء والولاء.
اختار الملك محمد السادس لابنه اسم مولاي الحسن، في استحضار واضح لرمزية تاريخية ذات بعد وطني، يجمع بين اسمين بارزين في تاريخ المغرب، هما السلطان مولاي الحسن الأول والملك الراحل الحسن الثاني، وهما رمزان رسّخا دعائم الدولة الحديثة وحافظا على وحدة البلاد ومقدساتها.
إحياء هذه الذكرى لا يقتصر على الطابع الاحتفالي، بل يتجاوز ذلك ليعكس أبعادًا أعمق، تتصل بالهوية الوطنية والاستقرار السياسي والمؤسساتي الذي تنعم به المملكة، حيث يجد الشعب المغربي نفسه شريكًا دائمًا في رمزية العرش وحاميًا لمبادئه الراسخة.
هذه اللحظة تترجم روح الإجماع الوطني حول رموز الدولة وشعارها الخالد “الله، الوطن، الملك”، كما تُعيد التأكيد على أن الاحتفال بميلاد ولي العهد ليس مجرد مناسبة عابرة، بل لحظة تجسد الأمل في مستقبل مستقر تسوده قيم الاستمرارية والتلاحم بين القيادة والشعب.