الصيام والرضاعة الطبيعية.. كيف تحافظين على صحتك وصحة طفلك في رمضان؟

يحلّ شهر رمضان المبارك كفرصة عظيمة للتقرب إلى الله والتأمل في معاني الصبر والعبادة، إلا أن الأمهات المرضعات قد يجدن أنفسهن في حيرة بين أداء فريضة الصيام وضمان تغذية صحية لأطفالهن، و يكثر التساؤل حول تأثير الصيام على الرضاعة الطبيعية وما إذا كان سيؤثر على كمية الحليب ونمو الرضيع، غير أن الدراسات الطبية تؤكد أن الصيام في حد ذاته لا يضر بإنتاج الحليب طالما أن الأم تحافظ على نظام غذائي متوازن وترطيب كافٍ خلال ساعات الإفطار.

من المهم أن تستشير الأم الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام، خاصة إذا كانت تعاني من أي مشكلات صحية أو إذا كان طفلها بحاجة إلى رضاعة متكررة. التغذية الجيدة تبقى العامل الأساسي لضمان استمرار الرضاعة الطبيعية دون مشاكل، لذا يجب أن تحتوي وجبات الإفطار والسحور على البروتينات الصحية مثل اللحوم والأسماك والبيض، إلى جانب الكربوهيدرات المعقدة كالقمح الكامل والشوفان، والدهون المفيدة مثل زيت الزيتون والمكسرات. الفواكه والخضروات الطازجة ضرورية أيضًا لتوفير الفيتامينات والمعادن اللازمة للحفاظ على طاقة الأم ودعم إنتاج الحليب.

ويبقى شرب الماء أحد أهم العوامل التي تساعد المرضعة على تجاوز الصيام دون التأثير على رضاعة طفلها. الجفاف يمكن أن يقلل من إنتاج الحليب، لذلك يجب الحرص على شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور، مع تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها تزيد من فقدان السوائل.

كما يُفضل الحد من الأنشطة البدنية الشاقة خلال ساعات الصيام للحفاظ على الطاقة والتركيز على ممارسة أنشطة خفيفة بعد الإفطار، مثل المشي أو تمارين التمدد.

الراحة والنوم الجيد يلعبان دورًا كبيرًا في دعم صحة الأم المرضعة، حيث إن قلة النوم قد تؤدي إلى الإرهاق وتؤثر على إنتاج الحليب.

ومن الضروري تنظيم الوقت للحصول على قسط كافٍ من النوم، خاصة بعد الإفطار، لتجنب الشعور بالإجهاد خلال النهار. في حال شعرت الأم بالتعب الشديد أو لاحظت أي تغيرات في كمية الحليب، يمكنها التخفيف من الصيام أو استشارة الطبيب لمعرفة الحلول المناسبة.

في النهاية، توازن الأم بين الصيام والرضاعة يعتمد على وعيها باحتياجات جسدها وقدرتها على توفير التغذية السليمة لها ولطفلها.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...