عمر هلال يفحم ممثل الجزائر بالأمم المتحدة.. بومدين اعترف بمغربية الصحراء سنة 1974

بقلم: إدريس زويني

 

في خطاب ناري داخل أروقة الأمم المتحدة، وجه السفير الممثل الدائم للمغرب، عمر هلال، صفعة دبلوماسية قوية لنظيره الجزائري، مذكرا العالم بحقائق التاريخ التي لا يمكن طمسها ولا تزويرها.

 

بومدين قالها صراحة: الصحراء مغربية

استهل السفير المغربي كلمته بتذكير الجميع بما وقع في قمة الرباط عام 1974، حين اعترف الرئيس الجزائري هواري بومدين أمام قادة الدول العربية والأفريقية بمغربية الصحراء.

وأكد هلال أن هذا الاعتراف مسجل وموثق، ولا يزال شاهدا على أن الجزائر كانت تدرك تمام الإدراك أن الصحراء جزء لا يتجزأ من التراب المغربي.

لكن الجزائر اختارت أن تنقلب على التاريخ، وأن تمول نزاعا مصطنعا لا هدف له سوى عرقلة الوحدة الترابية للمغرب.

 

50 سنة من النزاع… و50 مليار دولار لتمويل الوهم

وقال عمر هلال في خطابه القوي: “إذا كان هذا النزاع دام نصف قرن، فليس لأن الأمم المتحدة فشلت، بل لأن الجزائر ترفض الجلوس إلى طاولة الحوار”.

وأضاف أن الرئيس الجزائري نفسه اعترف بأن بلاده أنفقت 50 مليار دولار لتمويل ميليشيا مسلحة ذات صلات بشبكات الإرهاب في الساحل.

تلك الأموال كان الأجدر أن تصرف لبناء مدارس ومستشفيات وتنمية الجزائر بدل تمويل جماعة مسلحة تهدد الاستقرار الإقليمي.

 

الجزائر لا تبحث عن حل… بل عن هيمنة

أكد السفير المغربي أن الجزائر لا تريد تسوية عادلة، بل تسعى لفرض رؤيتها الأحادية القائمة على الانفصال.

فمفهومها لتقرير المصير ليس سوى غطاء سياسي لتقسيم دولة ذات سيادة، وإقامة كيان وهمي في جنوب المغرب يخدم أجندات جيوسياسية مكشوفة.

 

محكمة العدل الدولية أنصفت المغرب

ورد السفير المقتدر هلال بقوة على محاولة ممثل الجزائر الاستشهاد بمحكمة العدل الدولية، قائلا: “ينبغي التذكير أن المغرب هو من طلب رأي المحكمة أولا، وليس الجزائر”.

وأوضح أن المحكمة، نفت أن تكون الصحراء (terra nullius) أرض بلا سيد، وأكدت في المقابل وجود روابط البيعة والولاء بين القبائل الصحراوية والملوك المغاربة عبر القرون.

وهو ما يشكل، أساسا قانونيا وتاريخيا صلبا لسيادة المغرب على صحرائه.

 

البيعة… الرابط الأبدي بين الصحراء والعرش

ذكرعمر هلال بأن نظام البيعة هو عماد وحدة المغرب منذ أكثر من 12 قرنا، وهو الذي جعل المملكة تصمد أمام كل محاولات التقسيم، مضيفا: “الولاء للملكية لم يكن يوما شعارا، بل عقدا روحيا وسياسيا يربط الصحراء بعرشها منذ قرون”.

من يرفض الحقيقة يعزل نفسه

اختتم السفير المغربي خطابه برسالة حازمة: “المشكل ليس في الأمم المتحدة، بل في نظام يرفض الحقيقة ويهرب منها منذ خمسين سنة”.

 

وأكد أن المغرب ماض في الدفاع عن وحدته الترابية بكل الوسائل المشروعة، في إطار مبادرة الحكم الذاتي التي وصفتها الأمم المتحدة والعديد من القوى الكبرى بأنها جادة وذات مصداقية.

 

الصحراء مغربية بالتاريخ، بالقانون، وبالبيعة التي لم تنكسر يوما.

المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...