في خضم موجة من التفاعلات التي اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، خرج الحاج الليبي عامر المهدي عن صمته ليرد على الشائعات التي تداولتها حسابات إلكترونية عن وفاته، بعد أن أصبح اسمه رمزًا للأمل والإصرار إثر حادثة استثنائية شهدتها رحلة حجه.
وظهر عامر في مقطع مصور، مستنكرًا ما وصفه باللهاث خلف الترند دون مراعاة للحقائق أو مشاعر الناس، قائلاً: “حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، الحمد لله أنا بخير، وبدأت مناسك الحج، ونسأل الله القبول والهداية للجميع”.
القصة التي جذبت اهتمام المتابعين بدأت قبل أيام، حين منع عامر من السفر بسبب خلل في جواز سفره، ما حال دون صعوده إلى الطائرة المتجهة إلى الأراضي المقدسة. وبرغم الإحباط، بقي عامر في المطار، متمسكًا بالأمل، حتى أعادت الأقدار ترتيب المشهد بطريقة غير متوقعة. فقد اضطرت الطائرة التي أقلعت بدونه إلى العودة بسبب عطل فني، ما فتح بابًا جديدًا أمامه، غير أن قائد الطائرة رفض السماح له بالصعود بحجة تشغيل المحرك.
لكن القدر لم يخذله، فعادت الطائرة مجددًا إلى المطار نتيجة عطل آخر، ليُصرّ قائدها هذه المرة على ألا تقلع دون عامر، قائلاً: “والله ماني طاير حتى يركب عامر”، فكان له ما أراد، وركب أخيرًا إلى رحلته الإيمانية.
قصة عامر تحولت إلى رمز للصبر والثقة بقضاء الله، لكنها أيضًا سلطت الضوء على سرعة انتشار الشائعات، ما دفع بطل القصة إلى الظهور بنبرة عتاب ورسالة طمأنة، مؤكدًا أنه بخير ويؤدي مناسكه، داعيًا الله أن يتم عليه وعلى سائر الحجاج النعمة وأن يعودوا إلى أوطانهم سالمين.