هل غذاء الحامل غير الصحي يؤثر على سلوك الطفل..؟

يلعب التغذية دوراً محورياً في رحلة الحمل، إذ لا تقتصر أهميتها على الحفاظ على صحة الأم، بل تمتد لتشكيل الأساس الحيوي لنمو الجنين وتطوره. ورغم هذا، تواجه بعض النساء تحديات تعيق حصولهن على تغذية متوازنة، سواء بسبب ظروف معيشية صعبة أو اتباع حميات قاسية، ما قد ينعكس سلباً على صحتهن الجسدية والنفسية، وعلى سلوك المولود لاحقاً.

في هذا الإطار، أُجريت دراسة طبية ترصد آثار التغذية غير المتوازنة خلال الحمل على الطفل مستقبلاً، كما تقترح خطة غذائية مرنة تتناسب مع كل مرحلة من مراحل الحمل:

في الأسابيع الأولى من الحمل، تكتسب الأغذية الغنية بحمض الفوليك أهمية قصوى. الأطعمة مثل السبانخ، الحمص، والعدس تساهم في تكوين الأنبوب العصبي للجنين وتقي من التشوهات الخلقية.

مع الدخول في الشهر الثاني، يصبح التركيز على فيتامين “هـ” ضرورة؛ فهو عنصر يُعتقد أن نقصه يرتبط بزيادة خطر الإجهاض. مصادره المثلى تشمل الأفوكادو، البندق، وصفار البيض.

أما في الشهر الثالث، فيُفضل دعم الجسم بالسوائل بكثرة من خلال تناول الماء والخضراوات والفواكه المليئة بالرطوبة كالبطيخ والخيار، لتفادي الجفاف الذي قد يؤثر سلباً على صحة الأم والجنين.

بدءًا من الشهر الرابع، يصبح الحديد أحد العناصر الأساسية لتجنب فقر الدم، بينما تعزز البروتينات الجيدة وفيتامين “ج” امتصاص هذا العنصر الحيوي.

في منتصف الحمل، وتحديداً الشهر الخامس، يكون الجنين في حاجة متزايدة للكالسيوم لتقوية عظامه وأسنانه، مما يجعل مصادر مثل الألبان والأسماك الصغيرة واللوز ضرورية. كذلك يجب الحرص على استهلاك فيتامين “ج” بانتظام

في الشهر السادس، يجب التنويع بين منتجات الألبان، الحبوب الكاملة، والبقوليات لتلبية احتياجات الأم وتخفيف الإمساك، وهو من الأعراض الشائعة في هذه المرحلة.

مع التقدّم إلى الشهر السابع، يتطلب جسم الحامل مزيجاً دقيقاً من البروتينات، الحديد، الكالسيوم، والمغنيسيوم، ما يعني ضرورة إدراج اللحوم الحمراء، الشوفان، السلمون، والخضراوات الورقية في النظام الغذائي.

في الشهر الثامن، تبرز أحماض أوميغا 3 الدهنية كعنصر جوهري يدعم تطوّر دماغ الجنين، وتتوفر في الأسماك الدهنية والمكسرات، بينما يساهم الكرز في تحسين النوم وتقليل التوتر.

أخيراً، في الشهر التاسع، يُنصح بالتركيز على أطعمة تسهّل الولادة، مثل التمر في الأسابيع الأخيرة، والثوم والزبيب لتقليل احتمال الولادة المبكرة.

من خلال الالتزام بتغذية مدروسة وموزونة، تملك المرأة الحامل فرصة لتعزيز فرص حمل آمن وولادة سليمة، والمساهمة في بناء قاعدة صحية قوية لطفلها القادم.

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...