الرياضة والدورة الشهرية.. فوائد حقيقية وتمارين تُناسب كل مرحلة

تعاني كثير من النساء من تراجع في النشاط العام خلال أيام الدورة الشهرية، نتيجة انخفاض هرموني البروجيستيرون والإستروجين، مما يؤثر بشكل مباشر على المزاج والطاقة البدنية. إلا أن ممارسة التمارين الرياضية خلال هذه الفترة لا تُعد فقط ممكنة، بل مفيدة من نواحٍ متعددة، شرط اختيار النوع المناسب من التمارين الذي يتماشى مع التغيّرات الجسدية والمزاجية التي ترافق الدورة.

في الواقع، تُساعد ممارسة الرياضة أثناء الدورة الشهرية على تقليل الشعور بالتعب الناتج عن التغيرات الهرمونية، بالإضافة إلى تحسين المزاج بفضل زيادة إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين والدوبامين. ورغم أن الألم والتقلصات قد يثنيان البعض عن النشاط الجسدي، إلا أن التمارين المنتظمة تُسهم في التخفيف من حدة هذه الأعراض بفضل مادة البيتا إندورفين التي يفرزها الجسم، والتي تعمل كمسكن طبيعي للألم.

من جهة أخرى، تُساهم الرياضة في الحد من الانتفاخ، وألم الثدي، واحتباس السوائل، إذ تُنشّط الدورة الدموية وتُقلّل من إفراز هرمون الألدوستيرون المرتبط بهذه الأعراض. وهذا ينعكس إيجابًا على الحالة النفسية والجسدية معًا، مما يجعل النشاط الجسدي خيارًا ذكيًا للمرأة، لا سيما إذا تم بطريقة معتدلة ومرنة.

أما عن نوعية التمارين، فالأمر لا يتطلب مجهودًا كبيرًا أو أدوات معقدة. المشي يعتبر من أفضل الخيارات، نظرًا لكونه تمرينًا بسيطًا يمكن ممارسته في أي وقت ومكان. كما أن تمارين التمدد الخفيفة تُساعد على استرخاء العضلات، خاصة عند التركيز على التنفس العميق أثناء أدائها. تمارين المقاومة الخفيفة واليوغا تُعد خيارات مناسبة كذلك، إذ تعزز القوة العضلية وتُخفف من التوتر والانزعاج العاطفي، خصوصًا عند ممارستها قبل موعد الدورة بثلاثة أيام.

رغم ذلك، يُمكن لبعض النساء خوض تمارين أكثر كثافة، مثل الركض أو السباحة، شرط أن تكون الأعراض خفيفة وغير مزعجة. ومن التمارين الممتعة التي تُعزز الحالة النفسية وتحرق السعرات في آنٍ معًا، نجد الزومبا والبيلاتس، لما لهما من دور في تعزيز المرونة وتقوية عضلات الجذع، ما يُسهم في تخفيف التقلصات.

في المقابل، قد تتسبب بعض التمارين الشديدة بتغيرات مؤقتة في توقيت الدورة أو شدّة النزيف، إلا أن هذه التأثيرات ليست مقلقة غالبًا، خصوصًا في بداية ممارسة الرياضة أو عند تغيير الروتين المعتاد. لذلك، من الأفضل الإنصات إلى احتياجات الجسم واختيار الأنشطة التي تُراعي الإحساس العام في كل يوم من أيام الدورة.

ختامًا، يمكن القول إن التمارين الرياضية خلال الدورة الشهرية تُعد أداة فعالة لتحسين جودة الحياة، شريطة أن تتم بحكمة ومرونة، مع احترام حدود الجسم. فالرياضة، في كل مراحلها، ليست عبئًا بل رفيقًا صحيًا يُخفف الأعباء النفسية والجسدية ويُعزز الشعور بالراحة والرضا.

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...