وفا..ة أفقر رئيس في العالم عن عمر 89 عاما

توفي الرئيس الأسبق لأوروغواي خوسيه موخيكا عن عمر يناهز 89 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا استثنائيًا يندر أن يتكرر في عالم السياسة. لم يكن موخيكا مجرد زعيم لدولة، بل شكل حالة فريدة سكنت وجدان شعوب بأكملها، بعدما عُرف بلقب “أفقر رئيس في العالم” نتيجة أسلوب حياته المتواضع، حيث عاش في مزرعته الريفية رفقة زوجته، واكتفى بسيارة فولكسفاغن قديمة بدل مواكب الدولة الفخمة. رجل جمع بين بساطة المزارع وفلسفة المقاتل، إذ انتمى في شبابه إلى حركة ماركسية مسلحة، ودفع ثمن قناعاته سنوات من السجن، قبل أن يتحول إلى وجه ديمقراطي وملهم في تاريخ أمريكا اللاتينية.

 

أعلن الرئيس الحالي ياماندو أورسي نبأ وفاته برسالة مؤثرة نشرها على منصة “إكس”، واصفًا إياه بأنه لم يكن فقط رئيسًا، بل أيضًا مرشدًا وقائدًا وناشطًا لا يُنسى. وقد خاض موخيكا معركته الأخيرة ضد مرض سرطان المريء الذي شُخّصت إصابته به في ربيع 2024، وهو المرض الذي لم يمنعه من العودة إلى الساحة السياسية في خريف العام ذاته لدعم التحالف اليساري، ونجح بالفعل في الدفع بتلميذه أورسي إلى سدة الحكم.

 

بالإضافة إلى سرطان المريء، كان موخيكا يعاني من مرض مناعي ذاتي ومشكلات صحية معقدة جعلته يرفض الخضوع للمزيد من العلاج بعد عودة الورم في يناير 2025 وانتشاره إلى الكبد. رغم كل ذلك، ظل الرجل متمسكًا بكرامته وفلسفته إلى آخر لحظات حياته، مؤكدًا في حوار صحفي مع مجلة “بوسكيدا” أنه يستعد للرحيل بسلام، مختتمًا حديثه بكلمات عميقة قال فيها: “المحارب لديه الحق في الراحة”. كلمات تلخص رحلة رجل لم تشغله المناصب بقدر ما انشغل بالكرامة، وبقي رمزًا للإنسانية والبساطة والوفاء لقيمه حتى النهاية.

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...