كان السينمائي يرسم حدود الأناقة ويمنع التعري على السجادة الحمراء

اختار مهرجان كان السينمائي هذا العام أن يرسم حدودًا أكثر وضوحًا بين الأناقة والفوضى، بإعلانه عن تحديث صارم لقواعد اللباس التي تخص السجادة الحمراء، مع انطلاق الدورة الثامنة والسبعين في جنوب فرنسا.

فبعيدًا عن الجدل المعتاد حول اختيارات الأزياء، جاء القرار هذه المرة ليضع حدًا صريحًا للتعري، معتبرًا إياه سلوكًا غير لائق يتعارض مع الطابع الرسمي والاحتفالي للحدث. لم تقتصر التعديلات على هذا الجانب فقط، بل شملت أيضًا حظر الملابس الضخمة التي قد تعيق حركة الحاضرين أو تعرقل الجلوس داخل صالات العرض، في سعي واضح للحفاظ على انسيابية الفعالية واحترام ضوابطها التنظيمية.

ووفق ما نقلته مجلة “ذا هوليوود ريبورتر”، فإن فريق التنظيم سيلتزم بمنع دخول أي شخص لا يتقيد بهذه التعليمات إلى المنطقة الرسمية للمهرجان، مع تأكيد المتحدث باسم الحدث أن الميثاق الجديد ما هو إلا توضيح لقواعد معمول بها منذ سنوات، تهدف إلى حماية الصورة المؤسساتية للمهرجان واحترام القوانين الفرنسية.

وعلى الرغم من ذلك، نفت إدارة المهرجان أن يكون هناك منع مطلق لارتداء الفساتين الشفافة، موضحة أن ما تم حظره هو التعري الكامل تحديدًا في منطقة السجادة الحمراء.

ويبدو أن هذه المسألة ليست بالجديدة تمامًا على المهرجان، فقد عرف عبر السنوات بسياساته الصارمة في ما يخص اللباس، إذ يُشترط حضور العروض داخل المسرح الرسمي بارتداء ملابس داكنة وربطات عنق سوداء، مع منع الحقائب الكبيرة التي قد تثير الفوضى التنظيمية. ولا تزال حادثة عام 2015 ماثلة في الأذهان، حين مُنعت نساء من دخول قصر المهرجانات بسبب ارتدائهن أحذية مسطحة، وهو ما أثار انتقادات واسعة من نجمات هوليوود آنذاك.

في هذه الدورة الجديدة التي تستمر حتى الرابع والعشرين من مايو، يتنافس واحد وعشرون فيلمًا على السعفة الذهبية، فيما تترأس الممثلة الفرنسية جولييت بينوش لجنة التحكيم، لتقود فعاليات أحد أكثر المهرجانات السينمائية شهرة وتأثيرًا على الساحة الدولية، وسط سياق تنظيمي دقيق يوازن بين حرية التعبير والالتزام بالقواعد.

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...