تحويل الطريق الوطنية بعرباوة يعيد الاعتبار للديوانة التاريخية ويعزز التنمية المجالية بالخضاضرة بإقليم القنيطرة
عرف مركز الخضاضرة التابع لجماعة عرباوة بإقليم القنيطرة دينامية عمرانية جديدة تجلت في تحويل مسار الطريق الوطنية رقم 1، في خطوة تندرج ضمن مشروع شمولي لإعادة تأهيل المركز، وتندمج ضمن رؤية تنموية متكاملة تشرف على تنفيذها الوكالة الحضرية القنيطرة–سيدي قاسم–سيدي سليمان، بتنسيق مع عمالة الإقليم وبشراكة مع الجماعة المعنية وعدد من المتدخلين. هذا التحول جاء استنادًا إلى تصميم التهيئة المصادق عليه سنة 2024، والذي يطمح إلى إعادة هيكلة المجال العمراني وتحسين البنية التحتية بما يخدم مصالح السكان.
ما يضفي على هذا المشروع طابعًا خاصًا هو كونه يتجاوز مجرد إعادة توجيه مسار طريق، إذ يرتبط برد الاعتبار لنقطة حدودية تاريخية تحمل في طياتها رمزية وطنية كبيرة، ويتعلق الأمر بـ”الديوانة القديمة” بالخضاضرة، التي شهدت زيارة تاريخية للملك الراحل محمد الخامس في 17 فبراير 1958، وهو ما يمنحها بعدًا وجدانياً في الذاكرة الوطنية.
من جهة أخرى، فإن جماعة عرباوة، بحكم موقعها الجغرافي المميز شمال إقليم القنيطرة، تُعد بوابة استراتيجية بين سهل الغرب ومنطقة الريف، ما يمنحها قابلية أكبر للاندماج في محيطها الجهوي ويؤهلها للعب أدوار تنموية مهمة. ورغم طابعها القروي، فقد استفادت عرباوة من مشاريع مهيكلة ضمن البرنامج الاستراتيجي للتنمية المستدامة لإقليم القنيطرة 2015-2020، الذي أطلقه الملك محمد السادس في أبريل 2015، وهو ما أسس لتوجه جديد قائم على تثمين المؤهلات المحلية والموارد الطبيعية والتراثية.
بالإضافة إلى تحويل الطريق، شملت رؤية التأهيل إعداد برنامج متكامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للموقع الحدودي التاريخي، بتمويل من وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وذلك في إطار بروتوكول تعاون وقع في أكتوبر 2020 بين عمالة الإقليم وجماعة عرباوة والوكالة الحضرية، ما يعكس تنسيقًا مؤسساتيًا من أجل تنزيل مشاريع نوعية تُعيد رسم ملامح المركز في أفق تحوله إلى قطب قروي صاعد. هذا التوجه لا يكتفي بمراعاة البعد الترابي والعمراني، بل يستحضر أيضًا الحمولة التاريخية والرمزية للمكان، في توازن لافت بين الحاضر وذاكرة المكان.