منذ الإعلان الرسمي عن تفاصيل النسخة الجديدة من مهرجان موازين – إيقاعات العالم، تصاعدت مؤشرات الترقب في الأوساط الثقافية والفنية، وسط ثقة متزايدة بأن هذه الدورة ستشكل محطة فارقة في تاريخ المهرجان، تعكس نضجه وتؤكد من جديد حضوره كواحد من أبرز المهرجانات الموسيقية عالميًا، وكتظاهرة تحتفي سنويًا بروح الإبداع والتنوع والانفتاح الذي يميز المغرب.
اليوم، وبحسب ما علمته جريدة العالم 24 من مصادرها الخاصة، فإن دورة 2025، التي تصادف النسخة العشرين من عمر المهرجان، لن تكون مجرد نسخة احتفالية، بل ستكون بكل المقاييس أقوى دورة في تاريخ موازين، سواء من حيث جودة البرمجة، أو مستوى التنظيم، أو الحضور الجماهيري المنتظر، أو الأسماء الفنية التي ستحضر من كل أنحاء المعمورة.
بعد مسار حافل امتد على مدى عقدين، يعود موازين هذه السنة بأفقٍ أوسع من أي وقت مضى، ليرتقي إلى تظاهرة ثقافية عالمية ترسم ملامح التعايش، وتُبرز غنى المغرب وتعدده الثقافي، فالدورة العشرون التي ستقام ما بين 20 و28 يونيو بالعاصمة الرباط، تعد بأن تكون نقطة تحوّل تاريخية، تجمع بين روح البدايات وقوة التجربة.
تفيد المصادر ذاتها بوجود تعبئة استثنائية من طرف الجهة المنظمة، التي حرصت على التعاقد مع فرق تقنية وفنية عالية الكفاءة، تشرف على إخراج هذه النسخة من المهرجان في أبهى حلّة، من خلال تجهيز المنصات بأحدث التجهيزات، وتطوير بنية الاستقبال، وتوظيف تقنيات متطورة في الإضاءة والصوت والعرض البصري، بهدف تقديم تجربة فنية غامرة للجمهور. ويواكب هذه الاستعدادات أداء متميز للجهة المكلفة بالتواصل مع وسائل الإعلام، من خلال تنسيق أكثر فعالية مع الصحافة الوطنية والدولية، بما يضمن تغطية مهنية وواسعة لهذا الحدث الفني العالمي.
البرمجة الفنية، التي يُنتظر أن تُعلن تفاصيلها قريبًا، ستكون – بحسب معطيات العالم 24 – الأكثر تنوعًا وغنى منذ انطلاق المهرجان، حيث تضم أسماء عالمية كبيرة تم التعاقد معها بعد مفاوضات طويلة، إلى جانب أيقونات من العالم العربي، ومواهب مغربية صاعدة تؤثث المشهد الفني المعاصر.
من البوب الغربي إلى الموسيقى اللاتينية، ومن الراي إلى الإيقاعات الإفريقية، ومن الطرب الأصيل إلى موجات الراب والهيب هوب، مرورًا بالفلكلور المغربي المتنوع وأغاني وإيقاعات الريف الموسيقية، تتحوّل منصات مهرجان موازين إلى فضاء حيّ لتلاقي الأنغام وتمازج الثقافات. إنها تظاهرة فنية كبرى تحتفي بالتنوع، وتعد الجمهور بتجربة استثنائية تجمع بين الإبداع العالمي والعمق المحلي، في احتفال جماهيري يُتوقع أن يستقطب مئات الآلاف من العشاق والفنانين والفاعلين الثقافيين من مختلف أنحاء العالم.
إلى جانب البُعد الفني، تراهن هذه النسخة على تحسين شامل لتجربة الجمهور، من خلال تطوير البنية التحتية، وتوسيع فضاءات العروض، وتسهيل الولوج، وتعزيز الإجراءات الأمنية، مع إتاحة الفرصة للجمهور استكشاف البرمجة، تحديد مواقع المسارح، وحجز التذاكر بطريقة سلسة وآنية.
في هذا العالم المليء بالصراعات والانقسامات، يأتي موازين ليُجدد رسالته الأصلية: أن الموسيقى قادرة على توحيد الشعوب، وتجاوز الحدود، وصناعة لحظات إنسانية مشتركة. ومن قلب الرباط، سيُطلق هذا المهرجان نداءه من جديد، ليقول إن المغرب سيظل أرض اللقاء والتسامح والإبداع.