جدل الهوية يقود مؤرخاً جزائرياً إلى الس..جن

أثار المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث عاصفة من الجدل في الأوساط الأكاديمية والسياسية، بعد ظهوره في مقابلة تلفزيونية على قناة سكاي نيوز عربية أدلى خلالها بتصريحات وُصفت بأنها تمس بالوحدة الوطنية وتتنافى مع مبادئ الدستور الجزائري.

التصريحات التي وصف فيها الهوية الأمازيغية بأنها “مشروع صهيوني فرنسي” لم تمر مرور الكرام، إذ سارعت النيابة العامة بمحكمة الدار البيضاء في العاصمة الجزائرية إلى فتح تحقيق رسمي، انتهى بإيداعه الحبس المؤقت في انتظار ما ستسفر عنه الإجراءات القضائية القادمة.

هذه التطورات جاءت بعد انتشار واسع للمقابلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع النيابة إلى توجيه تهم تتعلق بالتحريض على الكراهية والتمييز والمساس بسلامة التراب الوطني، في ظل اعتبار تصريحاته اعتداءً على أحد الركائز الأساسية لهوية الشعب الجزائري. بلغيث، المعروف بمسيرته الأكاديمية الطويلة في جامعة الجزائر، وجد نفسه فجأة في قلب عاصفة سياسية وقضائية، بعدما تجاوز في حواره حدود التحليل التاريخي إلى تصريحات أثارت حفيظة الكثيرين داخل الجزائر وخارجها.

في المقابلة التي كانت مخصصة في جزء كبير منها للعلاقة المعقدة بين الجزائر وفرنسا، تحدث بلغيث عن ما أسماه “الحبل السري” الذي لم ينقطع بين البلدين منذ الاستقلال، معتبراً أن جميع التيارات السياسية الفرنسية تشترك في “كراهية الجزائر”.

إلا أن ما أثار الغضب الأكبر كان نفيه لوجود ثقافة أمازيغية مستقلة، واعتباره أن الحديث عن الأمازيغية لا يتعدى كونه أداة سياسية مدعومة من الخارج لتفكيك وحدة دول المغرب العربي، في خطاب قوبل بالرفض من فئة واسعة من الرأي العام.

الجدل لم يتوقف عند التصريحات فحسب، بل امتد إلى انتقادات حادة للإمارات العربية المتحدة، على خلفية بث المقابلة من خلال قناة سكاي نيوز، حيث اعتبرتها وسائل إعلام رسمية جزائرية محاولة خارجية للمساس بثوابت الهوية الوطنية الجزائرية، متهمة أطرافاً إعلامية أجنبية باستغلال “تجار الإيديولوجيا” لإثارة الفتنة وزرع الشكوك حول أصول المجتمع.

وفي الوقت الذي يدافع فيه بعض المتابعين عن حق بلغيث في التعبير، معتبرين أن تصريحاته تدخل ضمن حرية الرأي، يرى آخرون أنها تجاوزت الخطوط الحمراء، وأساءت لمكون أساسي من مكونات الهوية الجزائرية التي نص عليها الدستور بوضوح.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...