شهدت السدود المغربية خلال الأسابيع الأخيرة تحسناً ملحوظاً في نسبة ملئها، حيث تجاوز المعدل العام على الصعيد الوطني 38%، وهو ما يُعزى بالأساس إلى التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها البلاد في شهر مارس، إلى جانب أمطار متفرقة تواصلت خلال بعض أيام أبريل، غالباً ما رافقتها عواصف رعدية بفعل تأثير اضطرابات جوية غير مستقرة. هذا التحسن، وإن كان طفيفاً، فقد سُجل بشكل تدريجي، حيث بلغ معدل الملء 38.30% إلى حدود يوم السبت، بعد أن كان مستقراً عند 38.29% يوم الجمعة.
وتُقدّر السعة التخزينية الإجمالية للسدود المغربية بحوالي 6.4 مليارات متر مكعب، موزعة على تسعة أحواض مائية رئيسية. وتمكنت بعض السدود الواقعة في شمال المملكة من بلوغ طاقتها الاستيعابية القصوى، مثل سد وادي المخازن والنخلة وشفشاون، إلى جانب سد الشريف الإدريسي، الذي يُعد من بين المنشآت المائية الحيوية في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، حيث وصلت نسبة امتلائها إلى 100%.
غير أن هذا الانتعاش لم يشمل جميع المناطق بنفس الدرجة، إذ لا تزال بعض السدود تعاني من ضعف كبير في المخزون المائي، خاصة تلك الموجودة في وسط وجنوب البلاد. على سبيل المثال، لم يتمكن سد المسيرة من تجاوز نسبة 5% من طاقته القصوى، كما ظل كل من سد عبد المومن ومختار السوسي دون عتبة 10%، ما يعكس تفاوتاً واضحاً في توزيع الموارد المائية على المستوى الوطني.
وتراوحت نسب الملء في بعض الأحواض بين 50 و60%، كما هو الحال في أحواض اللوكوس وسبو وكير-زيز-غريس وتانسيفت، بينما بقيت أقل من المعدل الوطني في مناطق أخرى مثل ملوية وأم الربيع التي لا تتجاوز 10%، ودرعة وواد نون التي لم تتخط 30%. هذا الوضع يسلّط الضوء على استمرار التحديات المرتبطة بتدبير الموارد المائية في المغرب، رغم التحسن الطفيف الذي شهدته بعض المناطق.