عيد الأب العالمي.. لماذا يظل مروره خافتًا مقارنة بعيد الأم؟

في 19 يونيو من كل عام، يحتفل العديد من دول العالم بـ “عيد الأب”، وهو يوم مخصص للاحتفاء بدور الآباء في حياة أبنائهم والمجتمع بشكل عام. على الرغم من أهمية هذا اليوم، إلا أنه غالبًا ما يمر مرور الكرام مقارنة بعيد الأم، الذي يحظى باهتمام إعلامي وشعبي أكبر. فكيف يمكن تفسير هذا الاختلاف في الاهتمام؟ ولماذا لا يُسلط الضوء على عيد الأب بالشكل الذي يستحقه؟

عيد الأب: تاريخ وتقاليد

تعود بداية الاحتفال بعيد الأب إلى الولايات المتحدة في بداية القرن العشرين، حيث كان الهدف من هذا اليوم تكريم الآباء لدورهم في تربية الأبناء، وتقدير التضحيات التي يقدمونها. تم تحديد يوم الأحد الثالث من يونيو للاحتفال بهذا اليوم في معظم البلدان الغربية، بينما يختلف تاريخ الاحتفال في بعض الدول الأخرى.

وفي حين يتم الاحتفاء بعيد الأب في العديد من الدول، يبقى هذا اليوم أقل شهرة واحتفاء مقارنة بعيد الأم. يعكس هذا التفاوت في الاهتمام مقارنة بالدور الأساسي الذي يقوم به الأب في العائلة والمجتمع.

 

لماذا لا يُسلط الضوء على عيد الأب كما ينبغي؟

1. الثقافة الاجتماعية والتقاليد:

من المعروف أن معظم المجتمعات حول العالم تعتبر الأم هي الشخص الأساسي في رعاية وتربية الأطفال. في كثير من الثقافات، يُنظر إلى الأم على أنها “رمز الحب والعناية”، بينما يُعتبر الأب أكثر دورًا تكامليًا في بعض الأحيان. هذا التوزيع التقليدي للأدوار يعزز فكرة أن الأم هي المحور الرئيسي في الحياة العائلية، مما يؤدي إلى تسليط الضوء الأكبر على عيد الأم.

2. تغلب الصورة النمطية عن الأب:

الآباء في العديد من الثقافات يُنظر إليهم على أنهم الممولين الرئيسيين للأسرة، وبالتالي قد لا يُعتبر دورهم العاطفي والاجتماعي بنفس الأهمية التي يُعطى للأم. كما أن الصورة النمطية للأب كانت تتمحور حول قوته وصلابته، مما جعل التعبير عن العاطفة والمشاركة العاطفية في رعاية الأبناء أقل وضوحًا. لكن هذه الصورة بدأت تتغير في العصر الحديث، حيث أصبح الآباء أكثر مشاركة في تربية الأطفال ورعايتهم، لكن ذلك لا يزال يحتاج إلى مزيد من الاعتراف الاجتماعي.

3. الفجوة بين الأدوار التقليدية والحديثة:

في العصر الحالي، ومع التغييرات الاجتماعية المتسارعة، أصبح الأب أكثر مشاركة في الحياة اليومية لأطفاله. لكن وسائل الإعلام والمجتمعات بشكل عام لا تعكس بشكل كامل هذه التغييرات. ففي معظم الأحيان، يتم تصوير الآباء في وسائل الإعلام كشخصيات هامشية أو ثانوية في ما يتعلق بتربية الأطفال مقارنة بالأم. هذا يعكس في كثير من الأحيان في طريقة الاحتفال بعيد الأب، حيث يبقى اليوم أقل تأثيرًا في مجتمعاتنا.

4. أهمية التقاليد الاقتصادية والتجارية:

من منظور تجاري، يتفوق عيد الأم من حيث المبيعات والإنفاق على الهدايا. فالشركات تعمل على تسويق منتجات موجهة خصيصًا لهذا اليوم، مثل الهدايا الشخصية والزهور. بينما لا تحظى هدايا عيد الأب بنفس الحجم من الدعاية أو الترويج، وهذا يُساهم في تقليل تأثير هذا اليوم من الناحية التجارية والاجتماعية.

 

تقدير دور الأب: خطوة نحو التوازن

مع تزايد الوعي بأهمية المشاركة المتوازنة بين الآباء والأمهات في تربية الأطفال، بدأت بعض المجتمعات في تغيير المفاهيم التقليدية. فهناك أبحاث تشير إلى أن الآباء الذين يشاركون بشكل فعال في الحياة الأسرية يساعدون في تطوير شخصية أطفالهم بشكل أفضل، وينشئون علاقة أكثر صحة بين الوالدين والأبناء.

كما أن هناك حاجة لتحفيز التغيير الثقافي والاجتماعي، بحيث لا يُنظر إلى دور الأب على أنه “ثانوي” أو “مساعد”، بل يُعتبر دورًا مكملًا أساسيًا ومهمًا. يجب أن يكون عيد الأب بمثابة فرصة للاحتفاء بما يقدمه الآباء من دعم عاطفي واجتماعي للأسر والمجتمعات.

 

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...