تستعد القاعات السينمائية المغربية لاستقبال فيلم “بنت الفقيه” يوم 5 فبراير، وهو عمل سينمائي يحمل قصة عميقة عن فتاة تطمح لدخول المجال الفني لكنها تواجه صعوبات بسبب رفض والدها الفقيه لهذا الاختيار.
الفيلم لا يقتصر على طرح إشكالية فردية، بل يعكس واقعًا اجتماعيًا يعيشه الكثيرون في المغرب، خاصة عندما تتعارض الطموحات الشخصية مع القيود المجتمعية والتقاليد.
وفي حديثها لجريدة “العالم 24″، أكدت الفنانة ابتسام تسكت أن الفيلم يحمل رسالة موجهة لكل الأسر المغربية، داعية الجمهور إلى دعمه، ليس فقط لأنه عمل فني، بل لأنه يفتح نقاشًا حول قضايا المرأة وحقها في تحقيق ذاتها.
وأضافت أن الفيلم يقدم تجربة سينمائية متكاملة، حيث يجمع بين الموسيقى، الغناء، الحركة، والسرد الدرامي العميق، مما يجعله مناسبًا للعائلة المغربية الباحثة عن محتوى ذو قيمة فنية ورسالة هادفة.
ويتزامن عرض هذا الفيلم مع طفرة تشهدها السينما المغربية، التي لم تعد محصورة في إطار سينما المؤلف، بل أصبحت منفتحة على مختلف الأنواع السينمائية، بما في ذلك الأفلام البوليسية، الغنائية، التاريخية، والكوميدية، غير أن هذا الانفتاح يفرض ضرورة الارتقاء بجودة الأعمال، حيث أشارت تسكت إلى أهمية تقديم أفلام كوميدية ذكية تحمل رسائل هادفة، بدلاً من الاكتفاء بالإضحاك السطحي وإثارة الجدل.
من جهة أخرى، أظهرت الإحصائيات الأخيرة أن الجمهور المغربي أصبح أكثر ارتباطًا بالسينما المحلية، حيث تتصدر الأفلام المغربية شباك التذاكر، متفوقة حتى على الإنتاجات الأجنبية ذات الميزانيات الضخمة، هذا التحول يعكس رغبة المشاهد المغربي في رؤية قصص تعبّر عن ثقافته وقضاياه، مما يشجع صناع السينما على تقديم محتوى أكثر جودة.
ورغم أن المغرب يتمتع بموقع جغرافي مميز يجعله وجهة مفضلة للإنتاجات العالمية، إلا أن تسكت شددت على ضرورة استغلال هذه الميزة في خدمة الإنتاج المحلي، بدل الاكتفاء بتوفير مواقع التصوير للأجانب.
ودعت إلى دعم الصناعة السينمائية الوطنية عبر الاستثمار في المواهب الشابة، وتعزيز البنية التحتية، وتشجيع الممثلين المغاربة للمشاركة في الإنتاجات الوطنية قبل التفكير في الخارج.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل السينما المغربية، لكن الواضح أن الجمهور أصبح أكثر وعيًا ودعمًا للإنتاج المحلي، وهو ما قد يكون مفتاحًا لازدهار هذه الصناعة.