يورو 2020.. من سيخلف البرتغال ؟

على بعد ساعات قليلة من رفع الستار عن منافسات بطولة كأس أوروبا 2020 لكرة القدم، باللقاء الذي سيجمع بين منتخبي إيطاليا وتركيا، تتضارب التوقعات حول الفريق الذي سيرفع الكأس في 11 يوليوز في ملعب ويمبلي الأسطوري بلندن.

وسيسعى أربعة وعشرون فريقا وطنيا إلى نيل الكأس الثمينة خلال هذه النسخة الجديدة من بطولة كرة القدم الأوروبية، التي تبدأ يوم غد الجمعة، وستقام في نفس الآن بـ 11 مدينة أوروبية مختلفة.

وبعد تأجيلها لعام كامل بسبب جائحة “كوفيد-19″، يعد “يورو 2020” عشاق كرة القدم بالاستمتاع بالمواجهات المشوقة التي ستجمع أفضل منتخبات القارة العجوز.

وبين البرتغال حاملة اللقب، وفرنسا بطلة العالم، وبلجيكا و”جيلها الذهبي”، وإنجلترا ومواهبها المتعددة، ناهيك عن ألمانيا وإيطاليا، ستكون المنافسة شرسة بين هذه الدول لاعتلاء منصة التتويج.

لكن إذا كان هناك أحد من المرشحين يبدو أنه الأبرز، فإنها فرنسا التي خطفت الأضواء خلال فوزها في كأس العالم 2018 بروسيا.

وأخذ الفريق الذي يدربه ديديي دوشان جرعة من الثقة لبدء بطولة أوروبا من خلال خوضه لمباريات تحضيرية عالية الجودة. ومع العديد من النجوم الذين يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية مثل أنطوان غريزمان (برشلونة)، وكيليان مبابي (باريس سان جيرمان) أو نغولو كانتي (تشيلسي)، وبوسع المنتخب الفرنسي، أيضا، الاعتماد على المهاجم نجم ريال مدريد كريم بنزيمة الذي تم استدعاؤه للمنتخب الوطني لأول مرة منذ ست سنوات، ما أسعد جماهير المنتخب الفرنسي.

وسواء من حيث جودة مهارات لاعبيه الفردية أو الجماعية وخبرته في المنافسات الكبرى، يبدو أن الفريق الفرنسي يمتلك الأسلحة اللازمة التي تمكنه من المضي إلى أبعد مدى وتحقيق اللقب المزدوج كأس العالم-كأس أوروبا.

وحتى المعادلات الرياضية تضع فرنسا في موقع المرشح الرئيسي للقب الأوروبي. هكذا، ووفقا لحسابات أجراها باحثون في الإحصائيات بعدة جامعات أوروبية، استنادا إلى معطيات من قبيل، نتائج الفرق على مدار السنوات الثماني الماضية، أو أداء اللاعبين مع نواديهم والمنتخب الوطني، يأتي الفريق الفرنسي في صدارة الترتيب.

أما حامل اللقب، البرتغال، فسيخوض بطولة أوروبا بطموح كبير لتكرار الإنجاز الذي حققه في العام 2016 بفرنسا.

منتخب السيليساو البرتغالي، الذي حقق نجاحا مميزا على الساحة الأوروبية، بوسعه الاعتماد على أعظم لاعب في تاريخه كريستيانو رونالدو الذي سيكون محاطا بالنجوم الجدد ضمن تشكيلة منتخب كرة القدم البرتغالي جواو فيليكس (أتليتكو مدريد)، وثلاثي مانشستر سيتي برناردو سيلفا، وروبن دياس، وجواو كانسيلو، وكذا برونو فرنانديز (مانشستر يونايتد).

ويبدو أن المنتخب البرتغالي، الفائز بلقب عصبة الأمم 2019، القوي دفاعيا وإبداعيا، مؤهل للتألق أيضا في اليورو.

أما بالنسبة لبلجيكا، التي سحرت جمهورها خلال منافسات المونديال الماضي باحتلالها لمركز ثالث تاريخي، فتأمل أخيرا في الحصول على الكأس.

فمع “جيله الذهبي”، قد يكون المنتخب البلجيكي الذي يضم في صفوفه العديد من اللاعبين ذوي الخبرة على أعلى مستوى من أمثال إيدن هازارد وتيبو كورتوا (ريال مدريد)، وكيفين دو بروين (مانشستر سيتي)، أو روميلو لوكاكو (إنتر ميلان)، مرشحا لبلوغ النهائي.

لكن إذا كانت الآلة البلجيكية تبدو مجهزة كما ينبغي على المستوى الهجومي، فإن الدفاع اليتيم لفنسنت كومباني، الذي اعتزل قبل عامين، ليس مطمئنا تماما ويظهر ثغرات يمكن أن تقوض فرص الشياطين الحمر في الفوز باللقب.

ويمكن للإصابات التي لم يسلم منها لاعبو المدرب روبرتو مارتينيز هذا الموسم، أن تثبط آمال بلجيكا في التتويج، والتي ظلت على رأس ترتيب الفيفا منذ شتنبر 2018.

وبالنسبة للفريق الإنجليزي، الذي تأهل أيضا لنصف نهائي كأس العالم الأخيرة، فهو يراهن على هذا الأداء للظفر بالكأس.

فمع فريق شاب ولكن مثابر، لا تعتزم إنجلترا المشاركة فقط، وأداؤها الأخير يؤكد ذلك. ويضع منتخب الأسود الثلاثة الذي أثار الإعجاب خلال التصفيات المؤهلة لليورو بتحقيقه لسبعة انتصارات في ثماني مباريات وتسجيله لـ 31 هدفا، اللقب نصب عينيه.

وسيحرص كل من هاري كين (توتنهام)، ورحيم سترلينغ، فيل فودين (مانشستر سيتي)، وماسون ماونت (تشيلسي)، أو ماركوس راشفورد (مانشستر يونايتد)، على التألق في هذه البطولة، لاسيما وأنهم سيحظون بشرف لعب مبارتي نصف النهائي والنهائي على أرضهم، إذا ما ذهبوا لأبعد مدى في هذه المنافسات.

وفي ما يتعلق بألمانيا، بطلة أوروبا ثلاث مرات وبطلة العالم لأربع مرات، رغم أن فريقها في طور البناء الكامل بعد الفشل الذريع في كأس العالم 2018، تريد إظهار وجه جديد خلال بطولة كأس أوروبا. وبينما يواصل بعض اللاعبين الذين ساهموا في فوز “المانشافت” بكأس العالم سنة 2014 مثل مانويل نوير وتوماس مولر (بايرن ميونيخ)، وماتس هاملز (بوروسيا دورتموند)، وتوني كروس (ريال مدريد)، تشكيل العمود الفقري للفريق، جاء لاعبون جدد لضخ دماء جديدة في المجموعة الألمانية مثل ثنائي تشيلسي كاي هافرتز وتيمو فيرنر أو حتى ليروي ساني (مانشستر سيتي).

وعلى الرغم من عدة عروض سيئة سجلت مؤخرا، لاسيما الهزيمة المهينة (6-0) أمام إسبانيا، أظهر التاريخ أنه لا ينبغي أبدا الاستهانة بالمانشافت حتى لو كان على حافة الهاوية.

الأمر نفسه ينطبق على وزن ثقيل آخر في كرة القدم الأوروبية والعالمية، ألا وهو المنتخب الإيطالي، الذي بعد غيابه عن نهائيات كأس العالم بروسيا، أضحى يمتلك الآن الآليات التي تمكنه من العودة من خلال تشبيب تشكيلته.

ويرغب فريق “سكوادرا آزورا” الاعتماد على مسار لا تشوبه شائبة خلال التصفيات من أجل نيل إعجاب جماهيره التي تنتظر لقبا منذ العام 2006.

وإلى جانب هذه الفرق المرشحة، سيكون لدى إسبانيا وهولندا وكرواتيا أوراق للعبها والتموقع في مرتبة جيدة للعبور إلى النهائي.

وإذا كانت هذه النسخة السادسة عشرة من اليورو ستقام في سياق خاص للغاية بسبب الأزمة الصحية والتحديات اللوجستية التي يفرضها تنظيم مواز في إحدى عشرة مدينة، فعلى المستوى الرياضي، يظل التشويق حاضرا بقوة بشأن من سيخلف البرتغال في التتويج باللقب.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...