في أجواء إيمانية مفعمة بالتضامن والبهجة، احتفل النزلاء بالمؤسسة السجنية المركزية بالقنيطرة بعيد الأضحى المبارك، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. حيث حرصت المندوبية على توفير العدد الكافي من رؤوس الأضاحي، التي تم ذبحها بعد أداء صلاة العيد، مما أضفى جواً من الألفة والسرور بين السجناء.
كما تم تخصيص أضاحي ووجبات إفطار خاصة للسجناء في هذا اليوم المبارك، لإضفاء الشعور بجو عائلي يخفف عنهم مرارة البعد عن ذويهم. وقد حرصت المندوبية على توفير الظروف الملائمة للاحتفال، فسادت أجواء من النظام والانضباط أبرزت الجهود المبذولة لضمان سير الاحتفالات بأفضل شكل ممكن.
خلال هذه المناسبة، تم توفير الأضاحي سواء من طرف المحسنين أو من جهات أخرى، فضلا عن الأضاحي التي اقتنتها المديرية العامة لإدارة للسجون، والتي خضعت لفحص من قبل المصالح البيطرية للتأكد من سلامتها الصحية.
وفي إطار الأجواء الاحتفالية، تم تنظيم مجموعة من الأناشيد والأمداح الدينية، مما أضفى على الاحتفالات مزيداً من البهجة والسرور. كما تم السماح للسجناء بالاتصال بعائلاتهم لتهنئتهم بالعيد، وهو ما ساهم في تعزيز الروابط الأسرية.
ولم يقتصر الاحتفال على السجناء فقط، بل شمل أيضاً الموظفين الذين تم تخصيص إفطار وأضحية لهم، تقديراً لجهودهم وتفانيهم في العمل خلال هذه المناسبة. وقد عبر المشرف الاجتماعي بالمؤسسة في تصريحه للعالم24، عن امتنانه للمندوبية العامة لإدارة السجون على اهتمامها بالجانب الإنساني والديني للسجناء، مؤكداً أن هذه الاحتفالات تعزز من روح التضامن وتساعد في إعادة دمجهم في المجتمع بعد الإفراج عنهم.
من جهته صرح أحد النزلاء للعالم24 قائلاً: “الحمد لله، تمر أجواء العيد بشكل جيد مثلما نحتفل خارج السجن. نشكر الموظفين وعلى رأسهم السيد المدير الذي يحرص على راحتنا، ونشعر بأننا نعيش العيد كأي شخص آخر”. وأضاف السجين الذي يتابع دراسته داخل المؤسسة: “لقد تمكنت من الحصول على البكالوريا والإجازة، وأواصل الآن دراساتي العليا. والإدارة توفر لنا كل ما نحتاجه من مكتبات ومواد دراسية، وهذا يساعدنا كثيراً”.
إن الاحتفال بعيد الأضحى داخل السجن ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو فرصة لتجديد الأمل وتعزيز الروابط الإنسانية. ولعل هذه الأجواء الإيجابية تعكس مدى اهتمام المندوبية العامة لإدارة السجون بالجانب الإنساني للنزلاء، مما يسهم في تحقيق الهدف الأسمى وهو إعادة إدماجهم في النسيج الاجتماعي بعد الإفراج عنهم.
كما يعتبر عيد الأضحى فرصة للتصالح مع الذات والمجتمع، وتجديد المشاعر الإنسانية التي لا يمكن أن تموت، وهو ما يعكسه الاحتفال بهذه المناسبة داخل السجون.
المصدر : Alalam24