شهد حفل تسليم جائزة الرواق الولوج الدامج للأشخاص في وضعية إعاقة، اليوم الجمعة 17 ماي الجاري، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته 29 بالرباط، حضور وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، التي نوهت بمجهودات منظمي هذه الدورة، وعلى رأسهم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وكل الفعاليات المساهمة من قريب أو من بعيد في إنجاح فعاليات هذا المعرض، والذي يعد حدث ثقافي بامتياز، يساهم في إشعاع وإبراز أهمية الكتاب في التنمية الثقافية والولوج للمعرفة.
كما وجهت شكرها لجميع أعضاء لجنة تقييم أروقة المعرض على المجهودات المبذولة في هذا السياق، وكذا جميع العارضين، سواء من فئة المؤسساتيين أو من فئة الناشرين الخواص، على مساهمتهم القيمة في هذا المعرض، وعلى تجاوبهم مع أسئلة وتوضيحات أعضاء لجنة التحكيم المكلفة بتقييم أروقة المعرض (261 رواق بين ما هو مؤسساتي وناشر خاص)، والتي تتكون من ممثلات وممثلي الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة.
حيث تهدف هذه الجائزة إلى تحسيس مختلف المشاركين والقائمين على المعرض بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لجعل مرافق الفضاء ووسائل الاتصال مزودة بالولوجيات، الخاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة.
وجاء في كلمة الوزيرة حيار أيضا أن هذه المبادرة ترمي إلى إذكاء الوعي ونشر ثقافة الولوجيات داخل أوساط الفاعلين والمختصين في مجال النشر والكتاب، وكذا تحسيسهم بحق الأشخاص في وضعية إعاقة في الولوج لمختلف أروقة ومرافق المعرض، والاطلاع على الإصدارات بشتى أنواعها بشكل سلس وميسر، عبر حذف جل الحواجز البيئية، المادية، التنظيمية، وكذا الثقافية، التي تحول دون ممارسة حقوقهم، خصوصا في الولوج إلى المعرفة، وإلى مختلف الخدمات والفضاءات الثقافية المستقبلة للعموم.
ولاختيار أحسن رواقين سهلي الولوج للأشخاص في وضعية إعاقة، لفئة العارضين المؤسساتيين وفئة الناشرين، فقد شكلت وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة لجنة تحكيم تتكون من ممثلي الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة، التي قامت بزيارات لجميع فضاءات وأروقة المعرض، اعتمادا على ورقة تقييمية أعدت بهذا الخصوص.
حيث تعرف بلادنا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده، دينامية تنموية قوية، وأوراش وبرامج مهيكلة كبرى، لها وقع كبير على الفئات المجتمعية، بما فيها فئة الأشخاص في وضعية إعاقة، وتتمثل في:
- تنزيل الورش الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية الذي سيساهم في تحقيق طفرة نوعية في مجال النهوض بالأوضاع الاجتماعية وتعميم التغطية الصحية للمواطنات والمواطنين، بما فيهم الأشخاص في وضعية إعاقة؛
- اعتماد تدابير مهمة في البرنامج الحكومي2021-2026 تستهدف الأشخاص في وضعية إعاقة، في إطار تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية وولوج جميع الفئات الاجتماعية لحقوقها؛
- تفعيل برامج الاستهداف، كالسجل الاجتماعي الموحد، والسجل الوطني للسكان، التي ستساهم في نجاعة العرض الاجتماعي العمومي وترشيد الموارد.
- المرسوم رقم 2.22.1075 المتعلق بمنح بطاقة شخص في وضعية إعاقة، الذي صادقت عليه الحكومة يوم 9 ماي 2024.
فلابد من التذكير بأنه سعيا لتطبيق أحكام القانون الإطار رقم 97.13 ومنهجية السياسة العمومية المندمجة في مجال تيسير مشاركة الأشخاص في وضعية إعاقة في الحياة الثقافية والفنية والرياضية والترفيهية، تم اعتماد مجموعة من التدابير والإجراءات الرامية لاستفادة جميع الأشخاص في وضعية إعاقة من حقهم في الثقافة والترفيه والرياضة من أبرزها:
- برنامج مدن ولوجة لوزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة.
- عقد شراكة بين وزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة و الشبكة الجامعية المغربية للتعليم الدامج.
- عقد اتفاقيات شراكة بين وزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة مع الجامعة الوطنية للكشفية المغربية وجمعيات المجتمع المدني لإرساء تجربة مغربية نموذجية في مجالات الكشفية الدامجة والسياحة الدامجة.
- إصدار قرار مشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل ووزير الاقتصاد والمالية، بإعفاء الأشخاص ذوي الإعاقة من أداء رسوم الزيارة للمعالم والمواقع التاريخية والمتاحف التابعة لوزارة الثقافة والاتصال؛
- إصدار قرار مشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل ووزير الاقتصاد والمالية، بإعفاء الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة من أداء مقابل مالي لاستغلال قاعات وأروقة وأماكن العرض؛
- اتخاذ قرار إعفاء ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة إلى معاهد التكوين الفني من رسوم التسجيل، دعما وتشجيعا للمواهب الإبداعية؛
- برمجة توفير وسائط معلوماتية ميسرة الولوج لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة في المآثر التاريخية؛
- منح دعم لتشجيع إصدار كتب بطريقة برايل؛
وفي ختام كلمتها أشارت الوزيرة حيار إلى النقاط التالية:
لا يخفى عليكم أن عملية ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة إلى الفرص المعرفية لن يتأتى بدون ضمان ولوجهم إلى منظومة التربية والتكوين والتعليم، كدعامة أساسية بمختلف مكوناتها وأسلاكها لما لها من دور في ترسيخ ثقافة الولوجيات بشتى أنواعها.
هذا بالإضافة إلى الإمكانيات التي يتيحها استعمال وسائل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، من حيث توفير المعلومات وتبسيطها وتقديمها بشكل يتناسب مع احتياجات الشخص، ونوعية إعاقته، عبر ملاءمة هذه الوسائل لتستجيب لانتظارات هذه الفئة.
كما أود أن اهنئ الفائزين بجائزة الرواق الولوج بالمعرض الدولي للكتاب والنشر في دورته 29 والذين تم الاعلان عنهم اليوم وهما:
- رواق المجلس الأعلى للسلطة القضائية في صنف العارضين المؤسساتيين.
- المؤسسة المغربية للتعليم الأولي في صنف العارضين الخواص.
وأتقدم بالشكر لهما على مجهوداتهم القيمة لتسهيل ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة للمنشورات والمحتوى المعرفي المعروض بأروقتهم.
وفي الأخير أجدد لكم جزيل الشكر لحضوركم معنا في هذا اللقاء، وعلى الاهتمام الذي تولونه لهذه الفئة من المواطنين والمواطنات بشكل عام، ولمجال الولوجيات بشكل خاص.
كما أؤكد لكم انفتاحنا على جميع المبادرات التي تروم المساهمة في النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، حتى يساهموا في المسيرة التنموية التي تعرفها بلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.
المصدر : Alalam24