النساء أكثر إحساسا بآلام الخسارة من الرجال.. لكن لماذا؟ 

الكاتبة : مونية حدفي

التطرق للفوارق بين الرجل والمرأة من خلال إجراء دراسات علمية تحاول فهم سلوكياتهم وردود أفعالهم؛ والتي تعزى في معظمها إلى اختلاف الجنس مع إغفال أو “تغافل” متغيرات مهمة لها دور كبير في اكتساب المعارف وتطوير الشخصية، لعل أبرزها خروج الطفل الذكر إلى الحياة في سن جد مبكرة وخوض تجارب مهمة دون خوف أو ارتباك من أحكام المجتمع، وإن وجد الخوف فحدته أقل مما هي لدى الجنس الناعم. في حين الأنثى تخرج للعالم متأخرة، وتحتاج الكثير من الوقت لتحقيق شبه استقلالية عن محيطها، لا تكتمل إلا بعد سنوات.

فنجد مثلا فريق من الباحثين في بريطانيا توصل إلى وجود اختلافات بين الجنسين في تقبل الخسارة المالية عبر إجراء دراسة على عينة تتكون من 13575 شخص، وذلك استنادا إلى بيانات استطلاع دوري يهدف إلى قياس العلاقة بين دخل الأسرة السنوي والصحة النفسية.

وكشفت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية British Journal of Psychology المتخصصة في طب النفس تحت عنوان “الاختلافات بين النوعين من حيث التفاؤل وكراهية الخسارة، والسلوكيات تجاه المخاطر” أن النساء أقل استعدادا للإقدام على المخاطر لأنهن أكثر حساسية حيال آلام الخسارة من الرجال، في حين أن مضاعفة الدخل لا تؤدي إلى حدوث اختلافات في الاستجابات النفسية بينهما.

يمكننا هنا أن نطرح السؤال التالي : لماذا معشر النساء أقل قدرة على المخاطرة؟ ألا يمكن أن يكون الأمر متعلقا ببرمجة قبلية، تبدأ مع الأنثى مند نعومة أظافرها، كأن نوجهها لشراء دمية مند الصغر وأدوات الزينة ونختار لها ركنا هادئا في البيت لتلعب في منطقة أمان قد تلازمها فيما بعد مدى الحياة بأشكال مختلفة. في حين نلقي عموما بالطفل الذكر في نوادي التدريب على فنون الحرب وتشجيعه على شراء لعب سيارات ودراجات نارية.. ولعب كرة القدم مع أصدقائه خارج البيت حتى يحتك بالعالم الخارجي ونصنع منه “رجلا” قادرا على مواجهة تقلبات الحياة.

كريس دوسون الأستاذ الباحث في علوم الاقتصاد في جامعة باث البريطانية صرح بأن هذه النتائج مهمة، وقد تساعد في تفسير نتائج “الأداء” بين الجنسين في قطاعات العمل المختلفة وفي الأسواق المالية.

هنا ما نرجوه من دراسات من هذا النوع عند التحدث عن كلمات مثل “الأداء” هو تفسير ما يساهم في تشكيل المنظومة الفكرية والسلوكيات خلال الطفولة والمراهقة لدى الجنسين، من أساليب التربية وتأثير النماذج الجاهزة التي يتماهى معها كل جنس، فضلا عن تأثير العادات والتقاليد والأعراف والسينما ووسائل الإعلام..  تأثير قد يفسر “الأداء” الملاحظ في سن الرشد، بعيدا عن إلصاق كل النتائج بالانتماء لجنس دون غيره، أو إعطاء تفسيرات بشكل سطحي.

نرجع لدوسون الذي قال أيضا أنه عند التفكير في الاختيارات التي تنطوي على مخاطر، يميل الناس إلى تقييم احتمالات الخسارة ذات العلاقة بهذه الاختيارات، حيث يعتقد أن النساء أقل استعدادا للقيام بمخاطر من الرجال لأنهن يركزن على احتمالات الفقدان، والآلام التي قد تنطوي على هذه الخسائر المحتملة.

نعود ونقول لماذا؟ لا تقل يا دوسون “ويل للمصلين” وتصمت؛ فالسبب قد يكون أعمق من أنهن فقط نساء !!

إذن، سننتظر إجراء أبحاث علمية في نفس الموضوع، وربما دراسة متغيرات أخرى تبين بدقة أكثر العوامل الكامنة وراء هذه التباينات وتأكد هذه النتائج أو تقوم بتفنيدها.

 

 

المصدر : Alalalm24

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...