ليو تولستوي: عملاق الأدب الروسي الذي دعانا لرؤية الدين في أفعاله

العالم24, تُعرف روسيا بأنها وطن الأدب والفن، فمنذ القدم تشتهر بأسماء الكتاب والروائيين العظام الذين تركوا أثراً كبيراً في تاريخ الأدب العالمي.

ومن بين هؤلاء العظماء نجد الروائي الشهير ليو تولستوي، الذي بدأ حياته الثرية والمرفهة كأحد أفراد الطبقة الأرستقراطية في روسيا. ولكن ليو تولستوي لم يرضى بأن يبقى في هذه الحالة العالية، بل بدأ رحلة البحث عن المعنى الحقيقي للحياة والتي جعلته يتخلى عن كل ثروته ليعيش حياة بسيطة ويساعد الفقراء والمحتاجين.

 

ومن هنا نجد أن ليو تولستوي كان يؤمن بأن الدين يجب أن يتجلى في أفعالنا، وليس فقط في الكلمات التي ننطقها. فقد كانت هذه الفلسفة هي الدافع الرئيسي لتولستوي في تخلى عن كل ثروته وتفانيه في خدمة الآخرين.

 

ومن خلال قصصه ورواياته، نرى أن ليو تولستوي لم يكن يتحدث فقط عن العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والظلم، بل كان يعيش هذه المبادئ بنفسه. وكان من أبرز ما قام به تولستوي هو إنشاء مدارس للفقراء والأيتام والأشخاص ذوي الحاجة، وكذلك القيام بمساعدة الفقراء بأي وسيلة ممكنة.

 

ولم يتوقف ليو تولستوي عند هذا الحد، بل كان يحرص أيضاً على تحسين أوضاع العمال والمزارعين والفلاحين الذين كانوا يعانون من الفقر والظلم

 

لذلك، كانت ليو تولستوي دور كبير في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع الروسي وتعزيز القيم الإنسانية الأساسية. ولقد كانت أفعاله هي التي أثبتت للعالم بأنه يمكن للفرد الواحد أن يحدث فرقاً كبيراً في العالم، وأن الحقيقة والإنسانية هما المبادئ الأساسية التي يجب أن تقودنا في حياتنا.

 

في نهاية المطاف، فإن ليو تولستوي كان عملاقاً في عالم الأدب الروسي، ولكن كان أكثر من ذلك بكثير. فهو كان إنساناً حكيماً ومحباً للإنسانية، والذي أثبت أن الثروة والنجاح لا يمكن أن تعوض الحقيقة الأساسية التي يجب أن نتمسك بها، وهي العطاء والإنسانية والتفاني في خدمة الآخرين.

 

في النهاية، نحن نتذكر ليو تولستوي كروائي عظيم وفيلسوف متميز، ولكننا نتذكره أيضاً كإنسان يجب أن نحتذي به، والذي يمثل العطاء والتفاني والإنسانية الحقيقية, وهذا ما يجعل من ليو تولستوي شخصية لا تنسى في تاريخ الأدب والإنسانية.

جريدة إلكترونية مغربية

 

المصدر: alalam24

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...