في خطابه يوم 21 سبتمبر/أيلول حول الخطوات التي اتخذها لكسب حربه في أوكرانيا، كان على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يشرح سبب عدم تحقيقه النصر حتى الآن، وكان المتهم هو حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدعم الهائل الذي يقدمه لكييف.
وقد ربط البعض بين قول بوتين “سنستخدم بالتأكيد كل الوسائل المتاحة لنا” إذا انتهكت وحدة أراضي روسيا، وبين كلامه قبل ذلك عن الاستفتاءات المقترحة في المناطق الأوكرانية التي سيطرت عليها. وتماشيا مع هذه التصريحات، كان تهديده باستخدام السلاح النووي موجها إلى الناتو لردعه عن المشاركة بشكل مباشر في دعم أوكرانيا.
أما بالنسبة لتغيير مجرى الحرب فعليا، فإن العلاج الذي اقترحه بوتين كان تعبئة المزيد من القوات، وهي ما وصفها بالتعبئة “الجزئية”، لكنها رغم ذلك لا تزال كبيرة.
تشغيل الفيديو
مدة الفيديو 01 minutes 32 seconds
01:32
في هذا السياق، كتب لورانس فريدمان الأستاذ الفخري لدراسات الحرب في كينغز كوليدج بلندن، في مقاله بمجلة ناشونال إنترست (National Interest)، أن لا شيء في خطاب بوتين القصير أزال رائحة الفشل المحيطة بهذه المغامرة. وبالرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا التجنيد الإجباري يمكن أن يحدث أي فرق في الحرب، فإنه رفع بالفعل المخاطر على بوتين في الداخل، وذلك لما يُشاهَد من حشر العديد من الرجال كالقطعان في حافلات متجهة إلى الحرب، وسعي آخرين إلى الفرار من البلاد، أو الاحتجاج في الشوارع متحدين الإجراءات الأمنية الصارمة.
لكنّ الفشل -كما يقول الكاتب- ليس بالشيء الذي يمكن لبوتين ودائرته الداخلية الاعتراف به. وبدلا من البحث عن طريقة لخفض خسائره والخروج قبل تفاقم الأمور، فقد أصرّ باستمرار على تحقيق أهدافه، بالرغم من تقلب “طبيعة هذه الأهداف”، وحتى المكاسب المتواضعة للأراضي استغرقت وقتا طويلا وكانت تكلفتها من القوات والعتاد أكثر بكثير مما كان متوقعا.
الجزيرة