مسافرون مغاربة يشتكون من معاناتهم مع تأجيل رحلة الخطوط الملكية المغربية بين الدار البيضاء والداخلة ومنح الأفضلية للأجانب
شهد مطار محمد الخامس مساء أمس الاثنين 12 غشت 2015 حالة من الفوضى، بسبب تأخر الرحلة رقم 1420 التابعة للخطوط الملكية المغربية، والمتجهة من الدار البيضاء إلى الداخلة على الساعة 22:25. وقد فوجئ المسافرون، ومن بينهم نخبة من أطر المملكة من قضاة وغيرهم، بالإضافة إلى أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج وبعض السياح الأجانب، بالإعلان عن تأخر الرحلة دون سابق إنذار.
ظل المسافرون عالقين بالمطار دون أن يجدوا أي آذان صاغية، قبل أن يُبلغهم موظفو المطار بأن الرحلة تم تأجيلها إلى الساعة العاشرة صباحًا من يوم الثلاثاء 13 غشت، بحجة صعوبة نزول الطائرة بمطار الداخلة نتيجة أحوال الطقس.
وأمام هذا الوضع، تساءل المسافرون عن الحل، ليفاجؤوا بضرورة المبيت في المطار طيلة الليل إلى حين الموعد الجديد للرحلة، في حين تم نقل المسافرين الأجانب المتوجهين إلى الداخلة في نفس الرحلة إلى أحد الفنادق للمبيت وأخذ قسط من الراحة، وهو ما أثار استياءً واسعًا لدى المسافرين المغاربة، ومن بينهم أفراد الجالية بالخارج، الذين كانوا متوجهين بدورهم إلى الداخلة.
اعتبر المسافرون هذا التصرف معاملة تفضيلية وانتقائية غير مبررة، متسائلين: كيف يُعقل نقل المسافرين الأجانب إلى فندق، بينما يُترك المغاربة في المطار يفترشون الأرض أو المقاعد طوال الليل، خاصة مع إغلاق المقهى الوحيد في قاعة المغادرة؟ وأكد بعضهم أن مثل هذه المعاملة تدفع المغاربة إلى تفضيل السفر لقضاء عطلتهم في إسبانيا أو غيرها، حيث الأسعار أقل والخدمات أكثر احترامًا.
هذا التمييز في المعاملة أدى إلى حالة من الفوضى داخل المطار، وتزايدت احتجاجات المسافرين المغاربة المطالبين بالمساواة، مما استدعى تدخل قوات الأمن لمنع توثيق وتصوير هذه الأحداث، وهو ما ترك انطباعًا سلبيًا لدى العديد من أفراد الجالية المغربية الذين صرحوا بعدم رغبتهم في العودة إلى المغرب إن استمر الوضع على ما هو عليه.
إن المعاناة التي عاشها المسافرون المغاربة وأفراد الجالية ليلة الاثنين تعكس بوضوح أن قطاع الخدمات في بلادنا لا يزال بحاجة إلى الكثير من الإصلاحات لتلميع صورة المغرب، خصوصًا في ظل الافتقار إلى اللباقة في التعامل مع المسافرين، سواء كانوا مغاربة أو أجانب.
ويكتسب هذا الأمر أهمية أكبر مع استعداد بلادنا لاحتضان أحداث دولية كبرى مثل كأس إفريقيا في شتنبر المقبل وكأس العالم 2030، مما يفرض تحسين مستوى التواصل والخدمات والمعاملة مع جميع المسافرين دون تمييز، لتقديم صورة إيجابية تليق بالمغرب.