اختتمت مؤسسة التعليم من أجل التشغيل – المغرب (EFE-Maroc)، بشراكة مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية (AECID) ومؤسسة EFE-Europe، خلال هذا الشهر، مشروع “GREEN” (توليد الأمل المتجدد للشباب المغربي من خلال التكوين والإدماج المهني في الاقتصاد الأخضر)، الذي أُطلق في فبراير 2023 بهدف دعم الشباب المغربي نحو إدماج مهني واجتماعي مستدام في القطاعات المرتبطة بالاقتصاد الأخضر.
امتد المشروع لأكثر من عامين، وكان هدفه الأساسي تعزيز قابلية تشغيل 2000 شاب وشابة، خاصة من الفئات الهشة. وقد تجاوز البرنامج هذا الهدف، حيث استفاد منه 2100 شاب وشابة، اكتسبوا مهارات أساسية في ريادة الأعمال الخضراء والعمل المستدام، إلى جانب التكوين في المجالات الرقمية، واللغوية، والسلوكية، والتقنية. وقد مكّنت هذه المقاربة متعددة التخصصات المستفيدين من الولوج إلى سوق الشغل، سواء عبر التوظيف أو من خلال إطلاق مشاريعهم الخاصة، بدعم مباشر من البرنامج.
مشروع وطني بأبعاد متعددة
نُفذ مشروع GREEN على المستوى الوطني في عدد من جهات المملكة، من بينها: طنجة-تطوان-الحسيمة، الجهة الشرقية، الدار البيضاء-سطات، سوس-ماسة، ودرعة-تافيلالت. ودمج المشروع بين عدة آليات: دورات تكوينية مجانية، معارض للتشغيل، أنشطة مواطنة، وحدات إلكترونية، جلسات توجيه ومرافقة، بالإضافة إلى دعم خاص بالمبادرات النسائية وريادة الأعمال.
وقد بلغ عدد المستفيدين الإجمالي 2100 شاب وشابة، شكّلت النساء 50% منهم، ما يعكس التزامًا فعليًا بالإدماج الاجتماعي والمساواة بين الجنسين.
كما ساهم المشروع في تكوين المكونين وتعزيز قدرات المؤسسات العمومية والتعليمية، لضمان استدامة نتائجه واستمرارية أثره بعد انتهاء فترة التنفيذ.
دعم ريادة الأعمال والابتكار المحلي
إلى جانب تعزيز المهارات العرضانية للباحثين عن العمل، نجح المشروع في إدماج 262 شابًا في سوق الشغل، كما شجع على العمل الذاتي، لا سيما في صفوف النساء، من خلال دعم إطلاق أكثر من 40 مشروعًا رياديًا في مجالات متنوعة، مثل الطاقات المتجددة، إعادة التدوير، التعليم، وصناعة الخبز والحلويات.
وفي هذا السياق، قالت هدى بركاتي، المديرة العامة لـ EFE-Maroc:
“بعيدًا عن الأرقام، مكننا مشروع GREEN، بدعم من AECID، من بناء منظومة متكاملة من الفاعلين المتعاونين، جميعهم يعملون من أجل تمكين الشباب وتهيئة جيل جديد من القادة القادرين على مواجهة تحديات التحول الطاقي.”
وأضافت: “الاقتصاد الأخضر لم يعد مفهومًا مستقبليًا، بل أصبح اليوم مصدرًا فعليًا للفرص والتجديد والتأثير الاجتماعي، ويتطلب مرونة ومهارات متجددة يوميًا.”
رؤية مشتركة لتمكين الشباب
من جهتها، صرّحت ناييارا إيميديو دي لاريناغا، المنسقة العامة بالنيابة لـ AECID بالمغرب:
> “الشباب هو محرك التغيير، وهذا التغيير يبدأ عندما نتيح له فرصة التعلّم والنمو والإيمان بقدراته. لقد شاهدنا شبابًا حوّلوا أفكارهم إلى مشاريع، وتحدياتهم إلى فرص، وأحلامهم إلى واقع. لقد أثبتم أن الموهبة، حين تتوفر لها الأدوات المناسبة، لا تعرف حدودًا.”
نموذج قابل للتكرار لشباب فاعل
على مدى عامين، أثبت البرنامج أن مقاربة شاملة تجمع بين التكوين، المواكبة، ريادة الأعمال، والابتكار التربوي، يمكن أن تُحدث فرقًا ملموسًا. كما ساهم في بروز جيل جديد من الشباب القادر على قيادة التغيير في مجالات ذات أثر بيئي واجتماعي كبير.
ومع اختتام مشروع GREEN، تجدد مؤسسة EFE-Maroc التزامها بمواصلة العمل من أجل الإدماج الاقتصادي للشباب، وتطوير منظومة مهارات تواكب التحولات، من أجل مغرب أكثر عدالة ومرونة.