فاكهة يومية قد تغيّر حالتك النفسية وتبعدك عن الإكتئاب دون أن تدري

لا يدرك كثيرون أن صحة الأمعاء لا ترتبط فقط بعملية الهضم وامتصاص المغذيات، بل تتعدى ذلك لتؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية والمزاج.

فالأمعاء ليست مجرد عضو هضمي، بل تُعتبر بمثابة “دماغ ثانٍ” ينتج الجزء الأكبر من المواد الكيميائية المسؤولة عن السعادة، مثل السيروتونين والدوبامين، اللذين يلعبان دوراً محورياً في تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق.

هذا الاكتشاف فتح الباب أمام أبحاث جديدة تبحث في علاقة الغذاء بالصحة النفسية، ومن بين هذه الدراسات ما توصل إليه الدكتور راج ميهتا، الطبيب والأستاذ بكلية الطب في جامعة هارفارد، الذي قام إلى جانب فريقه بتحليل بيانات عشرات الآلاف من النساء.

النتائج كانت لافتة، إذ تبيّن أن النساء اللواتي يتناولن الحمضيات بانتظام أقل عرضة بنسبة تصل إلى 20 بالمئة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بغيرهن.

برتقالة متوسطة يومياً قد تكون كافية لتقديم هذا الأثر الوقائي، كما أظهرت تحاليل ميكروبية أن من يتناولن الحمضيات يتمتعن ببكتيريا نافعة في الأمعاء، لها خصائص مضادة للالتهاب وتساعد في تعزيز فعالية السيروتونين والدوبامين، بما يعزز الرابط بين الأمعاء والدماغ.

وفي دراسة سابقة تعود لعام 2022، وُجد أن نقص استهلاك الحمضيات يرتبط بشكل واضح بزيادة خطر الاكتئاب، لا سيما لدى المصابين بأمراض مزمنة. ورغم ذلك، يوضح ميهتا أن هذه النتائج لا تعني أن الحمضيات بديل للأدوية المضادة للاكتئاب، بل إن تأثيرها يكمن في الوقاية لا العلاج، وهو ما يجعل تضمينها في النظام الغذائي خطوة بسيطة قد تعزز التوازن النفسي والصحة العامة في آنٍ واحد.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...