“مول الحوت”.. حين يكون التحدي الحقيقي في الفعل وليس في الكلام!

يبدو أن مبادرة عبد الإله، المعروف بـ”مول الحوت”، ببيع السردين بخمسة دراهم للكيلوغرام، لم تثر الجدل فقط بين المواطنين الذين رحبوا بها، بل أيضاً بين بعض المهنيين الذين وجدوا فيها تحدياً غير متوقع لنمط التسعير التقليدي في الأسواق.

ففي الوقت الذي يفضل فيه المواطن المغربي سمك السردين كخيار رئيسي لمائدته اليومية، قرر عبد الإله خفض سعره، ليتيح لذوي الدخل المحدود فرصة الحصول عليه بثمن معقول، مع تحقيق هامش ربح بسيط لا يتجاوز درهماً واحداً.

وبدل البحث عن أسباب لتبرير ارتفاع الأسعار في الأسواق، لماذا لا يقوم باقي التجار بنفس المبادرة ويبيعون السردين بنفس السعر؟ فالمنافسة الحقيقية لا تكون في إصدار الانتقادات، بل في القدرة على تقديم الأفضل للمستهلك. فإن كان البعض يرى في تخفيض سعر السردين “خطة تسويقية”، فليجربوا نفس الخطة وليثبتوا للجميع أن الغاية ليست الربح المبالغ فيه بقدر ما هي خدمة المواطن وتحقيق التوازن في السوق.

أما الحديث عن بيع باقي الأسماك بأسعار مرتفعة، فهو أمر متروك للمستهلك ليقرر. فحرية الاختيار تبقى حقاً مكفولاً للجميع، ومن غير المنطقي أن يتم انتقاد شخص فقط لأنه قرر كسر احتكار الأسعار ومساعدة الفئات الهشة. وإن كان السوق حراً، فإن للمستهلك أيضاً حرية تحديد أين يضع أمواله، وللتجار حرية خفض الأسعار إن كانوا فعلاً يريدون منافسة عبد الإله، بدل التشكيك في نواياه.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...