أصدر الملياردير إيلون ماسك، في الآونة الأخيرة، إعلانًا مفاجئًا حول إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، حيث أكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على هذا الإجراء.
وقد تلت هذه التصريحات قرارات من إدارة الوكالة حظرت على الموظفين مغادرة مقرها في واشنطن، بينما تم إغلاق الصفحة الرسمية للوكالة على منصة “إكس”، مما أثار تساؤلات كبيرة حول مستقبل أنشطتها.
كذلك، أفادت التقارير الإعلامية بأن أكثر من 600 موظف تم حظرهم من النظام المعلوماتي للوكالة. وتوجهت الرسائل إلى الباقين، مشيرة إلى أن تعليمات جديدة تقتضي إغلاق مقر الوكالة بحلول 3 فبراير 2025.
وعلى الرغم من الاعتراف بدور الوكالة في توفير المساعدات الإنسانية خلال ولاية ترامب الأولى، أعلن الرئيس الأمريكي عن ضرورة إغلاقها منذ وقت طويل، مؤكدًا أن هذا الإجراء لا يحتاج إلى موافقة الكونغرس وأنه يأتي ضمن سياسة حكومية صارمة تهدف إلى تقليص برامج الحكومة الفيدرالية.
ويعد إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تحولًا مهمًا في السياسة الأمريكية، التي لطالما كانت تضع المساعدات الإنسانية في قلب استراتيجياتها لبناء التحالفات ومواجهة التحديات الدولية، مثل المنافسة مع الصين وروسيا، و يُذكر أن الولايات المتحدة كانت، ولا تزال، أكبر دولة مقدمة للمساعدات الإنسانية في العالم، حيث أن إغلاق الوكالة يثير العديد من الأسئلة بشأن تأثير ذلك على برامج الدعم الدولية.
وقد جاء إغلاق الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي في المغرب مفاجئًا، حيث أغلق مكتبها دون إشعار مسبق، مما ترك العديد من الأسئلة حول مستقبل المشاريع والمساعدات التي كانت تقدمها.
ولسنوات عديدة، كانت الوكالة الأمريكية تدعم العديد من المؤسسات العمومية والجمعيات في المغرب، خاصة في مجالات التعليم، ودعم المقاولات، والطاقات المتجددة. منذ عام 2021، شهدت نسبة التمويل الموجه للجمعيات المحلية زيادة كبيرة، حيث ارتفعت من 16% في 2021 إلى حوالي 40% في 2023.
في ماي 2024، أبرمت الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي اتفاقًا استراتيجيًا مع المكتب الشريف للفوسفاط في مجال دعم القطاع الفلاحي في إفريقيا من خلال مشروعين مبتكرين.
كما قدمت دعمًا مهمًا عقب الزلزال الذي ضرب الحوز في 2023، حيث خصصت 126 مليون دولار لدعم المتضررين، وقدمت مساعدات مباشرة لحوالي 180 تعاونية، إضافة إلى تمويل مشاريع خيرية ومحلية في عدة مناطق من المغرب، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين.
إغلاق الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي في المغرب يطرح تساؤلات حول كيفية تأثير ذلك على هذه المشاريع التنموية والمساعدات التي كانت تسهم بشكل كبير في تحسين حياة العديد من الفئات المحلية.