معالجة النفايات الصناعية والمنزلية ونجاعة الطاقة محور ندوة بطنجة

العالم24 – طنجة

شكل موضوع معالجة النفايات الصناعية والمنزلية ونجاعة الطاقة ، اليوم الجمعة بطنجة ، محور إحدى ندوات اليوم الثالث من برنامج النسخة الأولى من المعرض الدولي لإعادة التدوير وإدارة النفايات “RWM expo”، الذي تنظمه مجلة ”Energie/Mines et carrières Magazine” بتنسيق مع العديد من الشركاء المؤسساتيين والخواص .

وأبرز المتدخلون خلال الندوة الموضوعاتية ، ضمن المعرض المنظم برعاية من وزارتي الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة والصناعة والتجارة، بالشراكة مع المركز الجهوي للاستثمار لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة ومجلس جماعة طنجة ، أنه لا يجب أن ينظر للنفايات المنزلية والصناعية على أنها السبب في تكبد الدولة والجماعات المحلية خسائر مادية ، بل يجب أن ينظر إليها كمصدر للدخل والربح وتشغيل فئات عريضة من الناس ، وخاصة كمكون أساسي للاقتصاد الدائري والأخضر ومصدر للطاقة .

وأضاف المتدخلون أن النفايات تشكل مصدرا مهما للطاقة إذا حسن استغلالها و فرزها و معالجتها في زمن يعيش فيه العالم على إيقاع ارتفاع فاتورة الطاقة والتوجه نحو مصادر طاقة نظيفة غير ملوثة ، معتبرين أن الاستغلال الأمثل للنفايات بشتى أنواعها يقتضي تقنين القطاع غير المهيكل و دعم الابتكار واستقطاب مراكز البحث والجامعة للمساهمة في تنزيل استراتيجية تثمين النفايات ومعالجة القضايا البيئية المرتبطة بها .

وأكد الخبراء أن المغرب غير ، بشكل إيجابي ، مقارباته بشأن معالجة النفايات عبر المراهنة على خلق مطارح تشتغل وفق معايير تحترم الشروط التي تؤطرها القوانين ذات الصلة وتفرضها الالتزامات الدولية للمملكة ، مسجلين في ذات الوقت أن تغيير التعاطي مع النفايات لا يقتصر على تدخل المؤسسات الرسمية والجماعات المحلية والشركات المفوض لها ذلك ، وإنما يقتضي أيضا توسيع دائرة التحسيس والتوعية بتنسيق مع المؤسسات التعليمية والجامعية والمجتمع المدني ، وتعزيز القوانين والتشريعات لتشمل الظواهر الجديدة المرتبطة بمعالجة ورمي النفايات والأنواع المختلفة من النفايات ، خاصة الخطيرة منها والتي تحتاج الى معالجة خاصة .

ولاحظ المتدخلون أن تطوير الاقتصاد الدائري يمر حتما أيضا عبر مراجعة الضرائب الخاصة بالشركات المهيكلة التي تشتغل في مجال جمع وفرز ومعالجة النفايات وتصنيعها ، ومذا تشجيع القطاع غير المهيكل على العمل في القطاع المنظم ، والاستفادة من التجارب التي راكمها على مدى سنوات عديدة ، مشددين على أنه آن الأوان لخلق سلاسل القيمة في معالجة النفايات تأخذ بعين الاعتبار مختلف أنواع هذه النفايات التي يشكل البعض منها خطورة على البيئة والتنوع البيولوجي وصحة الإنسان .

وأشار المتدخلون الى أن على المغرب بدل جهود إضافية لمعالجة النفايات الصناعية ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن نسبة معالجة النفايات من هذا النوع في المغرب لا تتعدى 13 في المائة في أفق تجويد المؤشر ليصل الى نحو 40 في المائة خلال السنوات القادمة ، شريطة توسيع شبكة المطارح العصرية المراقبة وتحسين التكوين في المجال ، وتشجيع المستثمرين عل الانخراط في الاقتصاد الأخضر و توفير بنيات لوجستية قادرة على استيعاب ما يفرز من نفايات ، والاستفادة من التجارب الدولية الناجحة ، بالرغم من أن المغرب حقق نجاحات تسترعي الاهتمام .

وسجل المتدخلون أن انتقال المغرب الى مستوى أعلى في تجميع وفرز و معالجة النفايات وتثمينها يستلزم القطع مع ممارسات وسلوكات سلبية ، سواء منها الصادرة من أفراد من المجتمع أو من بعض المؤسسات الصناعية ، وتعزيز المراقبة ووضع دفاتر تحملات تحتوي على بنود مضبوطة وصارمة ، ووضع قوانين زجرية مع هيكلة القطاع غير المنظم وتحفيزه على الانخراط في القطاع المهيكل ، إضافة الى مواكبة المقاولات ومساعدتها على استغلال النفايات المناسبة كمواد طاقية .

وشدد الخبراء على أن الإنسان يشكل مبتغى وجوهر التغيير في التعاطي مع النفايات بشتى أنواعها، ومن ثم يجب المراهنة على تغيير العقليات التي لم تستوعب بعد أن الاستغلال السلبي للنفايات من البدء الى وضعها في المطارح يتسبب في مآسي للطبيعة كما للإنسان ، كما أن الاستغلال الأمثل لها يشكل رافعة من رافعات التشغيل وتحسين دخل الأسر والفئات الهشة وتطوير اقتصاد مستدام ، من أجل السير بالمغرب نحو آفاق جديدة حيث أصبحت موارد الطاقة البديلة أمرا لا محيد عنه في عالم تغيرت فيه الكثير من المقاربات الاقتصادية و القيم .

ويحتوي برنامج التظاهرة على عدة ندوات حول مواضيع مختلفة يجمعها موضوع البيئة ، مثل “الاقتصاد الدائري والابتكار” ، “عرض التكوين ومدى ملاءمته لتطور القطاع” ، “إدارة النفايات الحضرية” ، “استخراج الطاقة من النفايات” ، “إعادة تدوير النفايات” و “النفايات الخاملة والتعدين” ، بالإضافة إلى إقامة منصات مخصصة للشركات والمقاولات التي تدبر خدمات إدارة النفايات وإعادة التدوير.

وسيتخلل هذا الحدث الدولي في نسخته الأولى ، منح اللجنة العلمية للمعرض جوائز خاصة ، والتي تهدف إلى تشجيع وتعزيز الجهود المبذولة والمبادرات المبتكرة التي يقوم بها الفاعلون المحليون والمهنيون والنسيج الجمعوي.

جريدة إلكترونية مغربية

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...