تشهد الأسواق المغربية أزمة غير مسبوقة في وفرة الأسماك، وعلى رأسها السردين الذي لطالما ارتبط بموائد الطبقات الشعبية، ليغدو اليوم نادر الوجود ومرتفع السعر، حتى تجاوز ثمن الصندوق الواحد حاجز 400 درهم، مما أجج استياء المواطنين وعمّق شعورهم بالضغط المعيشي.
عدد من المهنيين في قطاع الصيد أرجعوا هذا الارتفاع الحاد في الأسعار إلى اختلالات في سلاسل التوزيع، وعوامل مرتبطة بالمضاربات، مُحذّرين من تباطؤ وشيك في حركة البيع نتيجة عزوف المستهلكين عن اقتناء منتج لم يعد في متناول شرائح واسعة.
الأزمة لم تقف عند السردين وحده، بل طالت أنواعًا بحرية أخرى لطالما زيّنت الأسواق، مثل “القمرون” و”الصول” و”الميرلان”، التي باتت هي الأخرى نادرة أو خارج قدرات المستهلك العادي.
وتثير هذه المفارقة تساؤلات حادة، في بلد يُعدّ من كبار مصدّري السردين عالميًا، عن حجم استفادة السوق المحلي من ثروته البحرية، وسط شعور عام بأن المواطن المغربي بات آخر من يلمس خيرات سواحله.