موازين 2025 يجذب ملايين الحضور ويجمع كبار نجوم الموسيقى العالمية

في نسخته العشرين، عاد مهرجان موازين – إيقاعات العالم ليؤكد مكانته كحدث استثنائي على خارطة المهرجانات الدولية، حيث تحوّلت الرباط وسلا على مدى تسعة أيام إلى مسرح مفتوح للفرح الفني، مزجت فيه الإيقاعات بين الثقافات، وتجاوزت فيه الموسيقى كل الحواجز.

بحضور فاق 3,75 مليون شخص، ومشاركة أكثر من 100 فنان من مختلف القارات، جسّد موازين هذا العام لحظة احتفاء جماعي بالفن في تنوعه، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وكانت التظاهرة مناسبة لا فقط للفرجة، بل لتأكيد دور المغرب كفضاء منفتح، يحتضن الاختلاف ويحتفي بالإبداع.

في منصة السويسي، حوّل كبار النجوم العالميين ليالي الرباط إلى عواصف من الإيقاع والتفاعل، تألق خلالها كل من Kid Cudi، aespa، Wizkid، Lil Baby، وغيرهم، في مشهد بلغ ذروته مع حفلات 50 Cent، ويل سميث، و”الغراندي طوطو”، حيث انصهرت التكنولوجيا بالصوت، وتحولت المنصة إلى عرض بصري سمعي متكامل.

النهضة كانت بدورها موعدًا مع الأصوات العربية البارزة، من نانسي عجرم وشيرين إلى راغب علامة ومحمد حماقي، في حفلات جمعت الجماهير على اختلافها حول نبض مشترك، وأظهرت كيف يمكن للموسيقى أن توحّد الشعوب وتلغي المسافات.

أما منصة سلا، فقد تحولت كل ليلة إلى عرس مغربي أصيل، جمع بين رموز الأغنية الشعبية ونجوم الجيل الجديد، في مشاهد جسدت روح المغرب الموسيقية، من عبد العزيز الستاتي ونجاة اعتابو إلى زكريا الغفولي ولمورفين.

وفي المسرح الوطني محمد الخامس، استعاد الجمهور صفاء الأمسيات الكلاسيكية، حيث اجتمع صوت صابر الرباعي مع لمسة Slimane وأداء كارمن سليمان، واختُتم المشهد بحضورٍ افتراضي مؤثر لعبد الحليم حافظ عبر تقنية الهولوغرام، وحفلات خالدة لماجدة الرومي وكاظم الساهر.

ولم تغب موسيقى العالم، إذ احتضن موقع أبي رقراق أصواتًا قادمة من إفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق، منها Burning Spear وSalif Keita وYemi Alade، في عروض عبرت بالجمهور نحو عوالم موسيقية بعيدة.

أما فضاء شالة، فكان كعادته نقطة تأمل وسفر روحي، حيث التقت الموسيقى الصوفية والشعبية بروح الأثر والتاريخ، عبر عروض فريدة جمعت أسماء من مشارب مختلفة في تجربة حسية عميقة.

هذه الدورة لم تكن فقط نجاحًا فنيًا، بل تنظيمًا محكمًا أيضًا، بفضل تعاون وثيق بين الفنانين والرعاة والمؤسسات، وسط تأمين لوجستي واحترافي ساهمت فيه السلطات العمومية، وقوى الأمن، والمنظمون، الذين ضمنوا سلاسة التظاهرة من البداية إلى النهاية.

واستقطب المهرجان أكثر من 500 صحفي من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب تفاعل غير مسبوق على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يرسّخ موازين كأحد أبرز الروافد الثقافية المغربية ذات الامتداد الدولي.

ليظل ختام دورة 2025 علامة فارقة في ذاكرة هذا الحدث، واحتفالًا بهوية مغربية منفتحة، تعزف أنغامها على أوتار التنوع، وتتقاطع فيها اللغات والطبوع في سيمفونية واحدة… اسمها: موازين.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...