في مشهد أثار موجة استياء واسعة، تواصل عدد من المسافرين صباح اليوم مع هيئة تحرير جريدة “العالم 24” للتعبير عن تذمرهم الشديد من ظروف غير إنسانية رافقت رحلتهم على متن القطار رقم 610 الرابط بين مدينتي القنيطرة وفاس، رغم اقتنائهم تذاكر الدرجة الأولى بسعر 150 درهماً.
الركاب أوضحوا في اتصالاتهم أن عربات القطار كانت تفتقر كلياً إلى نظام التكييف، في وقت تجاوزت فيه درجات الحرارة 35 درجة مئوية، ما حوّل الرحلة إلى معاناة حقيقية داخل مقصورات خانقة تفتقر لأبسط شروط الراحة والتهوية. وزاد من الوضع سوءاً انتشار رائحة كريهة داخل العربات، الأمر الذي دفع العديد من الركاب إلى وصف التجربة بـ”المهينة” و”غير المقبولة”، خصوصاً مع الوعود المسبقة التي يقدمها المكتب الوطني للسكك الحديدية بشأن جودة خدمات الدرجة الأولى.
وأكد المتضررون في شكاواهم أن مثل هذه الوقائع لم تعد استثنائية، بل تتكرر بشكل مقلق، ما يطرح تساؤلات جدية حول مستوى الخدمات المقدمة، ويدفع إلى المطالبة بفتح تحقيق عاجل من طرف إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF)، مع تقديم اعتذار وتعويضات للمتضررين، وضمان عدم تكرار هذه الممارسات التي تسيء لصورة النقل العمومي بالمغرب.
ويأتي هذا الحادث في وقت تستعد فيه المملكة لاحتضان تظاهرات رياضية وسياحية دولية كبرى، وفي مقدمتها كأس العالم 2030، ما يفرض الارتقاء الفعلي بجودة البنيات التحتية والخدمات المرتبطة بالنقل، لتكون في مستوى التطلعات الوطنية والدولية.
فهل ستتحرك الجهات المعنية لتصحيح المسار؟ أم أن معاناة المسافرين ستظل مستمرة داخل عربات يُفترض أنها “مكيفة”؟