من صعيد منى إلى صحن الطواف، ومن رمي الجمرات إلى لحظات التوديع الأخيرة، اختُتمت مناسك الحج لهذا العام بنجاح لافت شهد له الجميع، أمنًا وصحةً وخدمات. جاء ذلك على لسان الأمير سعود بن مشعل، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، الذي أعلن مساء الأحد انتهاء موسم الحج بنجاح تام، مؤكدًا أن المملكة تواصل فخرها واعتزازها بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.
وفي كلمته الختامية، توجه الأمير بالشكر والامتنان لرجال ونساء القطاعات الأمنية والصحية والخدمية، إلى جانب فرق المتطوعين والمتطوعات الذين عملوا بإخلاص وتفانٍ على مدار الساعة. كما خص الحجاج بالشكر، واصفًا التزامهم بالتعليمات والأنظمة بأنه “شراكة مثالية” ساعدت في تحقيق هذا النجاح المشهود.
ومع غروب شمس اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، أنهى الحجاج المتعجلون مناسكهم بأداء طواف الوداع، وسط منظومة تنظيمية محكمة وتقنيات ذكية سخرتها الجهات المختصة لضمان الانسيابية وسهولة التنقل. فيما واصل من اختاروا التريث أداء نسكهم في منى حتى اليوم الأخير، قبل مغادرتهم صعيدها الطاهر.
وقد بلغ عدد الطائفين في الحرم المكي خلال ساعات الذروة أكثر من 107 آلاف طائف في الساعة، بفضل خطة تشغيلية متكاملة. كما شهد المسعى بين الصفا والمروة طاقة استيعابية قاربت 118 ألف ساعٍ في الساعة، مدعومة بأكثر من 10 آلاف عربة يدوية و400 عربة كهربائية، إلى جانب بوابات ذكية ونقاط إرشاد وخدمات صحية موزعة.
وبينما أسدل الستار على موسم الحج الحالي، أكّد الأمير سعود بن مشعل أن العمل لا يتوقف بانتهاء النسك، بل يبدأ مباشرة في الاستعداد والتحضير للموسم المقبل، لضمان تحسين التجربة عامًا بعد عام، ومواكبة تطلعات الحجاج والزوار من مختلف أنحاء العالم.
وشدد على أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تضع خدمة الحجاج في مقدمة أولوياتها، وتسخّر كل الإمكانات البشرية والتقنية واللوجستية لضمان أداء الشعيرة في أجواء آمنة وسهلة وميسّرة.
وفي الوقت الذي غادر فيه بعض الحجاج الأراضي المقدسة، بدأت فرق المتابعة والتقييم أعمالها الميدانية لرصد أبرز الملاحظات التشغيلية والمقترحات التطويرية، ضمن خطة مستدامة تهدف إلى الارتقاء الدائم بالخدمات المقدمة، وتحقيق رضا ضيوف الرحمن في كل تفاصيل رحلتهم الإيمانية.
من جانبهم، عبر الحجاج عن امتنانهم وتقديرهم لما لمسوه من حسن تنظيم وتيسير، وخدمات تفوق التوقعات في كل المراحل، بدءًا من الاستقبال في المنافذ، مرورًا بالمشاعر المقدسة، وحتى ختام النسك ومغادرتهم الآمنة.
وهكذا، اختُتم موسم الحج وسط مشهد يُجسد التقاء الإيمان بالتقنية، والخدمة بالإخلاص، والتنظيم بالتفاني، لتظل المملكة رائدة في تقديم أرقى صور الضيافة الدينية، وحاضنةً لملايين الحجاج الذين يعودون إلى أوطانهم حاملين في قلوبهم ذكرى لا تُنسى من رحلتهم إلى أطهر البقاع.