تمكنت عناصر الدرك الملكي بالقنيطرة، تحت إشراف القائد الجهوي عبد الناصر كسائع، من إلقاء القبض على قات.. ـل الطفلة جيداء بعد عملية بحث لم تتجاوز 12 ساعة، حيث تم العثور على جث.. ـتها مرمية قرب حاوية قمامة في سيدي الطيبي. الجريـ ـمة التي هزّت الرأي العام كانت تحمل مفاجأة صادمة، حيث تبيّن أن الجاني ليس سوى قاصر من عائلة الضحية نفسها، وهو ما زاد من وقع الصـ ـدمة على الأسرة وسكان الحي الذين لم يتوقعوا أن يكون المجـ ـرم واحداً من أقرب الناس إلى الطفلة المغدورة.
البداية كانت مساء أمس، عندما خرجت الطفلة جيداء، ذات الخمس سنوات، للعب بعد صلاة التراويح؛ دقائق قليلة فقط كانت تفصلها عن منزلها، لكن اختفاءها المفاجئ أثار قلق أسرتها، التي شرعت في البحث عنها في كل مكان. الجدة، التي تحدثت وسط دموع الحزن والذهول، أكدت أنها كانت آخر من رآها قبل أن تطلب منها العودة إلى المنزل، لكنها لم تصل أبدًا، لينطلق الحي بأكمله في رحلة بحث طويلة امتدت حتى ساعات الصباح الأولى، دون العثور على أي أثر للطفلة، ومع تصاعد المخاوف، لم يكن أحد يتوقع أن الجواب المأساوي كان قريباً جداً، في مكان لم يخطر ببال أحد.
الصباح حمل معه الحقيقة المروّعة، فأحد أفراد العائلة الذي يعمل في شاحنة لجمع النفايات، تفاجأ عندما كان يستعد لبدء عمله، بعد أن لمح جسداً صغيراً داخل الحاوية؛ كانت جيداء، مرمية ببراءة لا تليق بنهايتها، بينما صندالها الصغير ملقى بعيدًا عنها. لحظات قليلة كانت كفيلة بقلب الحي رأسًا على عقب، بعدما تحوّلت الصدمة إلى غضب وحزن عارمين، وسرعان ما حضرت عناصر الدرك الملكي إلى المكان، حيث تم فتح تحقيق معمّق لمعرفة ملابسات الجريمة وتحديد هوية الجاني.
التحقيقات اعتمدت على استجواب الشهود ومراجعة المعطيات المتوفرة، فلم يستغرق الأمر طويلاً حتى تم التوصل إلى الجاني، والمفاجأة الكبرى كانت أنه عمها القاصر الذي يبلغ من العمر 16 سنة، وهو ما زاد من وقع الكارثة على العائلة، التي لم تكن تتصور أن يكون القاتـ ـل شخصاً من دمها أنهى حياتها خنقا بعد أن حاول الاعتداء عليها جن. سيا لكن وفاتها حالت دون ذلك. الاعتقال تم اليوم عند حدود الساعة 12 ظهراً، وسط حالة من الذهول والاستنكار بين سكان الحي، الذين لم يصدقوا أن الجريمة ارتكبت بأيدٍ من داخل العائلة، خصوصا وأن الجاني كان من بين الأشخاص الذين لم يتوقفوا للحظة عن البحث عنها بعد أن انتشر خبر اختفاءها.
التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الدوافع الحقيقية وراء الجريمة، فيما يتابع الرأي العام باهتمام شديد تطورات القضية، في انتظار الكشف عن المزيد من التفاصيل التي قد تفسر هذه الفاجعة غير المتوقعة.