اليابان تتخذ خطوة مبتكرة لإزالة الحطام الفضائي وتنظيف المدار الأرضي

تواجه الأرض خطرًا متزايدًا بسبب تزايد الحطام الفضائي الذي يشمل صواريخ قديمة وأقمارًا صناعية مهجورة، مما يهدد سلامة البعثات الفضائية المستقبلية.

وفي ظل تفاقم هذه المشكلة، قررت شركة يابانية اتخاذ خطوة حاسمة لمعالجة هذه الأزمة. أطلقت شركة Astroscale اليابانية مهمة ADRAS-J، التي تعد الأولى من نوعها في محاولة الاقتراب من حطام فضائي غير متحكم فيه في المدار المنخفض للأرض.

وقد أرسلت الشركة مركبة فضائية إلى الفضاء بهدف الاقتراب من مرحلة صاروخية قديمة من طراز H-IIA، والتي كانت تطفو في الفضاء منذ عام 2009. على الرغم من التحديات الكبيرة، تمكنت المركبة من الاقتراب من الصاروخ لمسافة 15 مترًا، باستخدام تقنيات متطورة للملاحة تعتمد على الكاميرات والليزر.

هذا النجاح منح الشركة دفعة قوية في مساعيها المستقبلية، حيث حصلت على تمويل إضافي بقيمة 88 مليون دولار من وكالة الفضاء اليابانية لتطوير المهمة المقبلة ADRAS-J2، التي ستشمل تزويد المركبة بذراع آلية قادرة على التقاط الحطام وإخراجه من المدار ليحتراق في الغلاف الجوي. من المتوقع أن تتم هذه المهمة في عام 2027، مما يشكل خطوة مهمة نحو تنظيف الفضاء من الحطام الذي يشكل تهديدًا كبيرًا.

تقديرات ناسا تشير إلى وجود أكثر من 2000 مرحلة صاروخية مهجورة في المدار، بالإضافة إلى حوالي 32 ألف قطعة من الحطام المعدني. هذا يرفع من احتمالية حدوث اصطدامات تهدد الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات على الأرض. في حين أن تكلفة إزالة كل قطعة من الحطام قد تصل إلى 8 ملايين دولار، فإن عدم اتخاذ خطوات جادة للتخلص منه قد يؤدي إلى خسائر فادحة في الأنظمة الفضائية.

فيما تسعى شركات الفضاء إلى إيجاد حلول مبتكرة لهذه المشكلة، مثل استخدام تقنيات الالتقاط المغناطيسي التي يمكن أن تساعد في إزالة الحطام بشكل أكثر فعالية. إذا تحققت هذه الجهود، فقد يكون ذلك بداية عصر جديد من الاستدامة في استكشاف الفضاء، حيث يصبح المدار الأرضي بيئة أكثر أمانًا للمهمات المستقبلية.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...