استطاعت مجموعة “كوسومار” لإنتاج السكر الحفاظ على استقرار رقم معاملاتها خلال عام 2024، على الرغم من التحديات الكبرى التي فرضها العجز في الموارد المائية.
وقد بلغ رقم المعاملات 10.24 مليار درهم، مسجلًا زيادة طفيفة مقارنة بالعام الماضي. هذا الاستقرار جاء نتيجة لزيادة مبيعات السوق المحلية بنسبة 23%، حيث ارتفعت المبيعات بمقدار 31 ألف طن، بالإضافة إلى زيادة الصادرات بنسبة 10% التي بلغت 653 ألف طن، وهو ما يعكس توسيع قدرات التكرير، خاصة مع تشغيل مصفاة سيدي بنور التي لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الإنتاج.
من جانب آخر، سجلت المجموعة تحسنًا في مديونتها الصافية التي تراجعت إلى 556 مليون درهم مقارنة بـ 1.45 مليار درهم في عام 2023. رغم استثمار 199 مليون درهم في العام ذاته، وهو انخفاض طفيف عن العام الماضي، كان التركيز على تجديد وصيانة الآليات الصناعية بهدف ضمان استدامة الإنتاجية في المستقبل.
أما في السوق المحلية، فقد شهدت “كوسومار” تطورًا إيجابيًا، حيث ارتفع الطلب إلى 124 مليون طن، بزيادة قدرها 26%. وساهمت مصفاة سيدي بنور في رفع إنتاج السكر الأبيض إلى 2.5 مليون طن سنويًا، مما يعكس قدرة المجموعة على التكيف مع تحديات القطاع، بما في ذلك قلة الموارد المائية.
تجدر الإشارة إلى أن صناعة السكر من الصناعات التي تتطلب كميات ضخمة من المياه العذبة، خاصة في عمليات غسل المواد الخام واستخلاص السكر، مما يجعلها من أكثر الصناعات استنزافًا للمياه.
كما يشير تقرير للبنك الدولي إلى أن المخلفات الناتجة عن هذه العمليات قد تحتوي على ملوثات عضوية وكيميائية، مما يهدد جودة المياه السطحية إذا لم تتم معالجتها بشكل فعال. لذا، توصي الإرشادات البيئية باتخاذ تدابير لتقليل التأثير البيئي، مثل إعادة تدوير المياه واستخدام أنظمة معالجة بيولوجية لإزالة المواد العضوية.
وفي ظل هذا، تزداد أهمية التزام الشركات مثل “كوسومار” بالمعايير البيئية لضمان استدامة الموارد الطبيعية والحفاظ على التوازن البيئي.