الإعلام الأمازيغي.. رهان وطني في مشهد متغير

نظم فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط، يومه الجمعة 17 يناير 2025 بالمعهد العالي للإعلام والإتصال، ندوة حول موضوع “الأمازيغية في الصحافة والإعلام الوطنيين”، ويندرج اللقاء في سياق التحولات الإعلامية المتسارعة، حيث يبرز الإعلام الأمازيغي ليس فقط كمنصة لغوية، بل كجسر حضاري يربط الماضي بالحاضر، ويؤسس لمستقبل يعكس التعددية الثقافية التي تميز المغرب.

 

وبالمناسبة أكد مصطفى امدجار مدير مديرية الاتصال والعلاقات العامة بقطاع الاتصال على أن الورش أصبح مشروعًا استراتيجياً يعكس إرادة سياسية راسخة، تمثلت بوضوح في دستور 2011، الذي جعل من الأمازيغية لغة رسمية، إلى جانب اللغة العربية، في خطوة عكست التزامًا عميقًا نحو تكريس التنوع الثقافي.

فالطريق إلى إعلام أمازيغي قوي لم يكن مفروشًا بالورود، فبين تحديات التمويل، وقلة الموارد البشرية المؤهلة، والحاجة إلى تحديث البنية التحتية، وجد الفاعلون في هذا المجال أنفسهم أمام مسؤولية لإثبات دور الإعلام في مشهد وطني ودولي متجدد. ورغم ذلك، لم تتوقف الجهود، حيث سارعت المؤسسات الإعلامية الكبرى، وعلى رأسها وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى إطلاق خدمات باللغة الأمازيغية، ما أتاح للغة مساحة أوسع في المشهد الإعلامي.

 

كما شدد امدجار الرهان على أن الإعلام الأمازيغي لا يتوقف عند حدود الصحافة والإذاعة والتلفزيون، بل يمتد إلى السينما والمنصات الرقمية، حيث توفر التكنولوجيا الحديثة إمكانيات غير مسبوقة لإيصال المحتوى إلى جمهور أوسع، فمع الانتشار الواسع للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، بات من الممكن إنتاج محتوى مرئي ومسموع يصل إلى ملايين المتابعين، في الداخل والخارج، دون الحاجة إلى إمكانيات ضخمة، غير أن هذا التحول يتطلب استراتيجيات تجمع بين الإبداع والتمويل والاستدامة.

 

وفي كلمته أضاف امدجار أن تخصيص الجوائز مثل الجائزة الوطنية للصحافة لفئات الأعمال الأمازيغية أتاح فرصة غير مسبوقة لإبراز مواهب شابة، قادرة على تقديم إعلام بمواصفات احترافية، ومع تزايد عدد المشاركات يتضح جليا أن هناك حراكًا متناميًا يعكس تعطشًا لمحتوى يعبر عن الهوية الأمازيغية، ويرسّخ حضورها في المشهد الإعلامي المغربي، ومع استمرار المبادرات الداعمة لهذا الإعلام، يمكن القول إن المستقبل يحمل آفاقًا واعدة، تجعل من الإعلام الأمازيغي ليس مجرد تجربة محلية، بل نموذجًا عالميًا في كيفية إدارة التنوع الثقافي داخل المنظومات الإعلامية الحديثة.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...